من اين يأتي سائق الدراجة الهوائية الذي يرتدي بدلة انيقة وربطة عنق.
اصادفه صباح كل يوم تقريبا وانا ذاهب الى عملي.يأتي من الاتجاه الذي يعاكسني بحيث اقابله وجها لوجه وانا في سيارة الدائرة.انظر اليه باحترام,وكأنني متيقن ان اعجابي به يصل اليه.
شاب انيق يرتدي في كل يوم بدلة جديدة,ويقود دراجته وسط شارع صاخب كأنه رئيس احدى الدول الغربية.
احيانا اتساءل من اين يأتي هذا الذي كسر الصورة النمطية للموظف الذي يذهب بسيارة الدائرة او بسيارته الى الدائرة.
اظن ان هذا الشاب هو لغز هذا الزمن السيء.واتخيل انه يأتي من زمن بعيد ليدخل في حاضرنا.
هو ملكي الاناقة.يبدأ رحلته من العهد الملكي ويتجاوز الازمنة ليظهر امامي في الصباح بكامل اناقته.ومن طريقة قيادته لدراجته الهوائية نعرف جبل الثقة الذي لديه.
صورة لا تنسجم مع تفاصيل حياتنا الباردة التي نعيشها هذه الايام.
هو شاب في صورة روح تكره الماديات والشكليات.وتصرخ في وجه التفاهة بصوت واضح.
يقود دراجته وكأنه يسير فوق غيم ملون، لا ينتبه لشيء ابدا,ولا يفكر في نظرات الاخرين.انه رسالة روحية لعصر فقد ثقته بنفسه.