في لحظة غير متوقعة تفر روحي باتجاه ما
تنغلق الدروب بوجهها ،
المسافات التي تقطعها
لانهاية لها ،
فتظل تدور ..تدور الى ان تذوب في الهواء ،
تتابع العصافيرُطيرانَها غير المتوازن مستعينة باجنحتها المتكسرة ،
رغم المخاطر التي تواجهها ،
ومشاكسة الريح لها
الخيال الذي يتسكع وحده ،
مرتديا عريه ،
يتفاءل قليلا
،وهو ينصت لما يقوله السكون
متلذذا بما يردد من اغانٍ قديمةٍ
ستحفزه لكتابة القصيدة التي يحلم بها ،
الذاكرة تتعكز على وهنها
تحاول الاستعانة بالفراغ الملتف حولها كطوق ،
الصور تتكاثر في الخفاء
لكنها تختفي شيئا فشيئا
عندما نحاول الاقتراب منها ،
انحناء العشب يثير كثيرا من التساؤلات ،
يمنح الظل فرصة للتأمل
كي يراقبه
وهو يرحب بمن يمر بمحاذاته ليشاركه الرفيف ،
الرسائل الفارغة تتثاءب خلسة
تمسح كفوفها باذيال النساء العابرات بالقرب منها
غير مبالية للوقت الذي يمضي سريعا ،
الحرب آفة كبرى تأكل كل من تجده بطريقها
يشعل فتيلها الطغاة والمجانين الذين لفظتهم السماء ،
الفقراء وحدهم من يكتوي بنارها
الوجوه التي تعكسها المرايا تفقد بريقها من التارجح الذي يلازمها ،لذا تظل ساهمة
تبحث عن ملامحها
التي اختفت فجاة
في جيوبها الضيقة ،
المرأة التي تنزع احلامها في عتمة الليل
تنزوي وحدها،
تدخن ،
تزداد شراهتها للتدخين ،
حتى تدخن نفسها
والصباح لم تظهر خيوطه بعد ،
الجدران التي تشجعها على الانتظار اخفقت في ترويضها وزرعت السأم داخلها ،
الخوف الذي لا مبرر له ،
يمشط روحها بلهفة مكبوتة
كلما تحاول اخفاءها تظهر على شكل اجنحة تاخذها لدروب قصية لانهاية لها ،
الليل وحدةٌ
الوحدة ليلٌ
وما بينهما شبح ماكر،
يحرك المشاعر المدفونة ويحثها على التمرد والاشتياق ،
الاشجار تتعرى وتعلق فساتينها على الهواء ،
لتغوي شاعرًا مغمورًا كي يتوغل بين افخاذها الرطبة ويستنشق الندى الذي يفوح منها ،
ليبتكر نوعًا خاصًا من المتعة
يغذي به الخيال الذي يتلكأ في اقتناص بعض الكلمات الهرمة ،
الغيمة عاقر ،
والقصيدة لم تولد ابدا