يعد التنميط الجنسي احد اسباب في تشكيل الهوية ,كما للثقافة دوراً بارزاً في صياغة الهوية والانتماء , وهي المسوؤلة عن تشكيل اتجاهاته وفكره , فالبنطلون المنمط جنسياً للذكور,والتنورة منمطة جنسياً للاناث.
تعيش المجتمعات حالة اغتراب في ضوء ما يشهده العصر
من متغيرات وتحديات اجتماعية وسياسية وثقافية وتكنولوجية ومن بيمها العولمة وما رافقها من غزو ثقافي ,ادى الى حدوث شرخ بين هوية المجتمع والثقافات الجديدة.
والفئة الاكثر تعرضاً للغزو الثقافي هم الشباب ,ولانهم يحملون طاقات فكرية وروحية تحتاج للاشباع فيجد انفسهم حائراً بين الحاضر والماضي , وتميز هذا العصر بشيوع استعمال الاقمار الصناعية ,والانفجار المعرفي ,والاتصالات وثورة المعلومات مما ادى الى تسميته بعصر العولمة الذي طرح بشكل سريع وقوي , فلا احد يستطيع التخلي او التخلف او تجاهله .بالتالي عندما يقارنون ذلك بما يشاهدونه في الواقع الذي يعيشونه يبدأ لديهم الشعور بالاغتراب ويصبح تبني القيم الغربية بداية لعزل الشباب عن المجتمع , ومع التغير السريع لديهم يبدأ فقدان الهوية الثقافية العربية ,الى ان اصبح الاغتراب اخطر الظواهر النفسية على وجود الانسان .فتهديم المعايير الاجتماعية وتحريف القيم وتبديلها بقيم اخرى تجعل كل فرد يفعل ما يريد دون مراعاة العادات وتقاليد المجتمع واستحداث قيم سيئة الى ان يظهر التحليل الاخلاقي ويكون الخطر كبيراً على الانسان وعلى مجتمعه .
خاصة مرحلة المراهقة التي تعد من اخطر المراحل التي قد يتفاقم فيها الاغتراب , ومن المؤكد ان ظاهرة العولمة لها ايجابيات في النفق المعلوماتي والتنمية التقنية ,الا ان خطر العولمة قائم على ذوبان الهوية الثقافية ,فهي اذا في الاساس عملية تغريب.
فانتشار الافكار الغربية وقيم سلوكهم بين اطياف مجتمعاتنا يمثل تهديد في احتدام الصراع بين القيم والعادات والتقاليد العربية وبين الشباب المتطلع لكل ما هو جديد وغريب مما يؤثر على تماسك وانسجام المجتمع الذي يجعل اضطراب الهوية شائع المسببة المشاعر السلبية ازاء بعض المواقف الاجتماعية فتجعل الشباب فريسة سهلة للاغتراب. مما يؤدي الى فقدان الهوية الجندرية التي تعكس الهوية الجنسية ,ويتجلى دور الجندر في المجتمع من خلال عوامل ملحوظة كالسلوك والمظهر واللباس الذي يرتدية . مما ينعكس سلباً على التنميط الجنسي المصاحب الى اضطراب الهوية فتفضيل الاطفال الاناث ارتداء الملابس الذكورية .في حالة المريض الذكر ,يميل عادة للبس الانثوي المتحرر كونه يساعده على الشعور بأنوثته. من الجدير بالذكر ان ارتداء الملابس الجنس الاخر والتماشي مع تصرفاته لا يعتبر بحد ذاته أمراً خطيراً ولا مرضاً ولكنه يعد مؤشراً على الاصابة باضطراب الهوية الجنسية , تبدأ الخطورة عندما تتحول هذه التصرفات لتصرفات تؤذي الفرد ونفسه او تسبب الاذى للاخرين وشركاء الحياة.
حروب قتالية
كثرة العوانس والارامل وقلة فرص الزواج بالنسبة للاناث بسبب ازدياد اعداد الاناث مقارنة بالذكور لاسباب كثيرة منها فقدان الكثير من الذكور في الحروب المتتالية او الهجرة خارج البلد ,مما جعل المنافسة بين الاناث للحصول على فرصة الزواج من الطرف الاخر ضعيفة واحتدام المنافسة القوية فيما بينهم .وظهر لدى البعض التنمر ضد شركاء العمل , ونلاحظ العدوانية والندية ضد الرجال بسبب اضطراب الهوية لدى الاناث لفقدانها التنميط الجنسي المناسب لها وهو احد مطالب النمو في مرحلة الطفولة ، وهو يمثل قضيَّة تربويَّة جديرة بالاهتمام، ويعرف بأنَّه اكتساب الطفل لمعايير الدور الجندري المناسب، وتعلم السلوكيَّات والاتجاهات المناسبة والمقبولة اجتماعيًّا، فالدور الجندري يتضمَّن الكثير ممَّا تتضمَّنه الأدوار الأخرى، فهو يتضمَّن الكثير من القيم والأحكام الدينيَّة والخلقيَّة، وتحديد المهنة، وتحديد الدور الأسري، وتحديد الكثير من خصائص السلوك وسمات الشخصيَّة، وأي اضطراب في الدور الجندري ينعكس أثره على الهويَّة الجندريَّة بشكل واضح، فقد فسرت نظريَّة التحليل النفسي اكتساب الطفل للأدوار الاجتماعيَّة يكون من خلال تقمص أحد الوالدين من نفس الجنس، أمَّا نظريَّة التعلم الاجتماعيّ فترى أنَّها نتيجة ملاحظة الآخرين وتقليدهم، أمَّا نظرية النمو المعرفي فترى أن الأطفال يقومون بتصنيف أنفسهم والآخرين على أساس الجنس (ذكر، أنثى)، ومن ثمَّ ينظمون سلوكياتهم بناء على ذلك. من خلال تدعيمها لأنماط سلوكيَّة خاصة بالذكور، وأخرى خاصَّة بالإناث، وهذه الأنماط تنبع من النظام الثقافي السائد في المجتمع ، وتبدأ التنشئة الجندريَّة للأطفال منذ الولادة من خلال الطريقة التي يعامل بها كل من الذكر والأنثى من خلال اللباس والألعاب، فتلعب مؤسَّسات التنشئة الاجتماعيَّة الأخرى كالمدرسة والأقران والإعلام دورًا مهمًّا في تعلم القيم والعادات وتشكل الأنماط السائدة في الثقافة، واكتساب الأدوار المختلفة التي سيمارسونها في حياتهم، فيجب على الوالدين والمختصين ملاحظة أيِّ مؤشر لوجود مشكلة في الهويَّة الجندريَّة للطفل، كأن يعبر الطفل عن تفضيله لهوية الجنس الآخر، أو ارتداء ملابس الجنس الآخر باستمرار.