كتبَ | زيد الحلي
في ظل المناكفات السياسية التي تطغي على مساحة الوطن ، وتأثيرها على الحالة الاجتماعية لعموم المواطنين ، ما سبب انكماشا اقتصاديا عاما بين صفوف الشعب ، انعكس بالسلب على الحياة اليومية ، تأتي اشراقة امل من نافذة القرار المالي والاقتصادي الشجاع الذي اتخذه مصرف عراقي خاص ( اهلي) بافتتاح فرع له في دولة الامارات العربية ، إيذانا بتطور مصرفي عراقي ، يفتح الابواب التجارية والمالية على مصارعها عربيا وخليجيا .. وهذه المبادرة هي الاهم على صعيد المصارف الخاصة العراقية ، وسيسجل التاريخ المصرفي العراقي لمصرف التنمية الدولي ، هذه المبادرة المباركة في سجل القرارات المالية الشجاعة .
وقد كانت تهنئة البنك المركزي العراقي لمصرف التنمية الدولي لمناسبة افتتاح فرعه في دولة الإمارات العربية المتحدة ، دلالة على تشجيع وترحيب عراقي عالي المستوى ، تمثل باستقبال محافظ البنك المركزي العراقي الأستاذ مصطفى غالب مخيف السيد رئيس مجلس إدارة مصرف التنمية الدولي الدكتور زياد خلف مهنئًا إيّاه والمصرف والقطاع المصرفي العراقي بهذا الإنجاز المصرفي المهم ، وهي اشارة للثقة العالية التي منحها البنك المركزي الإماراتي للقطاع المصرفي العراقي من خلال منحه هذه الفرصة لمصرف عراقي خاص
ان افتتاح مصرف خاص عراقي في دولة الامارات العربية ، هي الان المحطة الابرز في عالم المال والاقتصاد ، في المنطقة ، يمثل خطوة مباركة في عملية التنمية الاقتصادية داخل العراق ، ويسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي من خلال الاستثمارات ، ويعطي فسحة ميدانية في إدخال وتوطين التقنيات المصرفية الحديثة التي تتعامل بها المصارف العالمية ، كما تسعى الى زيادة رقعة تنمية الموارد البشرية وتدريبها وتأهيلها ، وتشجع اصحاب الأموال المكتنزة والمجمدة خارج العراق لكي تدخل الدورة الاقتصادية وتساهم في العملية التنموية من خلال الاستثمارات متعددة الاوجه ، وليس بخاف على احد إن تشجيع الاستثمار يتطلب تفعيل أدواته أولاً وهي الجهاز المصرفي والمالي الكفء خارج الحدود ، وخطوة مصرف التنمية الدولي هي حجر الاساس في ذلك ، وفعلا اصبح هذا المصرف اسما على مسمى.
ومع الانفتاح الذي قام به المصرف عربياً ، فقد رسم خبراء مصرفيون صورة متفائلة لمستقبل القطاع المصرفي في العراق وسط توقعات افرزتها هذه الخطوة الشجاعة ، مستمدة بشكل رئيس من الانتعاش الاقتصادي الذي سيزدهر نتيجة وجود مصرف عراقي في بلد مثل الامارات العربية ، بما يعني زيادة التدابير لدعم الوارد المالي المتوقع ما سيسهم في تقديم مزيد من الدعم للقطاع الاستثماري بما يقوي من صلابته ومتانته.
ويتوقع المراقبون الذين التقيناهم ، إن مصرف التنمية الدولي سيواصل زخم النمو والانتعاش مستمداً الدعم من الاموال العراقية والعربية والاجنبية ، وسهولة تداولها بشكل رسمي ، بعيدا عن الروتين ، و كذلك من حالة النشاط الاقتصادي التي تشهدها منطقة الخليج العربي، وايضا على إيجابية مؤشرات السلامة المالية الكلية للمصرف ومحافظته على رسملة جيدة، تناسب في مستوياتها المتطلبات والمعايير التنظيمية المحلية والعالمية ، ما يشكل صمام أمان وحائط صد قوياً ضد أي تقلبات أو أزمات وهذا ما ينشده المستثمرون العرب والاجانب .
وبهذه الخطوة ، سيكون مصرف التنمية ، موازيا لما تمتاز به المصارف العالمية ، لاسيما في مجال البنية التحتية والإدارة الحديثة المستخدمة في مجال تداول الأموال ونوع الخدمة المقدمة للزبائن والعلاقة مع الزبون العراقي المقيم ، وغير العراقي من خلال علاقة رصينة مبنية على الثقة بين الطرفيين ، وتحقيق الفائدة بينهما ، والقيام بنشاطات مالية واقتصادية واستثمارية تستقطب رؤوس الأموال من خارج البلد , ناهيك عن التطور العالمي في مجال التداول الالكتروني للمعاملات المصرفية وصناديق الصرف الآلي وارتباط المصرف بالمصارف العالمية من خلال شبكة متقنة وأمينة من التداولات وتبادل الأموال والمعاملات والمعلومات بضمنها اسعار البورصات ، وهذه الامور هي من الاساسيات التي يعتمدها البنك المركزي الاماراتي ، ووجد ان مصرف التنمية الدولي اهل لها .. فكانت الموافقة على فرع المصرف.
الذي دعاني الى الاشارة الى هذه الخطوة المصرفية العراقية الكبيرة ، هو ان النجاح يبدأ دوما من الخطوات التأسيسية الاولى .. وكنتُ شاهدا على تلك الخطوات … مبارك للعراق..