الليلُ يشربُ المدينةَ
على مهلٍ ..
وأنا كجذرٍ ضريرٍ يحثُ
الخطى على عكازِ العطشِ
أبحثُ عنكَ..
وأجراسُ جرحي تؤرقُ
السكينة..
مع آخرِ تنهيدةٍ للحبرِ
على السطور..
تتركني على سياجِ البالِ
لاوطنَ ولامنفى
كطفلةِ الخطيئة..
لامعنىً ولاسدى
كهذيانِ قصيدة..
أصبُّ حنظلَ الوحشةِ
في كأسِ الغربةِ
وأتغرغرُ بسفرجلِ الخذلان
أجوبُ مُدنَ الفطام
أعتني بخيبتي
أدورُ بها على مرضعاتِ
البختِ فتقفلُ فمُها كلما
أجهشَ النهدُ بحليبِ السعد
أحزمُ حطبَ ماضيكَ
وأغادرُ على ريقِ الحزن..
عاريةً كسرٍ تسلقَ
سورَهُ الوشاةُ…
عقيمانِ نحنُ..
كخطين متوازيين يزاولانِ
كذبةَ العناقِ…
أيها المهرولُ بينَ قلبي
ودواتي متى تشيخُ
المسافاتُ وتبيَّضُ عينُ الوصول..
ألستُ أنا امرأةُ/ الصدفةِ/
التي أنزلتْكَ من حافلةِ الضياع؟!..
شقّتْ ثيابَ ضعفكَ
وألبستكَ حريرَ الأنسِ
ثم أدخلتْكَ الجنةَ من غير صراط….
فكانتْ خاتمَ الفرحِ في إصبعِ أيامكَ…
ألستُ من جَرَّتْ عتمتَكَ
إلى حقولِ الشمس؟!..
ألستَ أنتَ من ادّعى النبوةَ؟!
وكنتُ أولَ المرتداتِ
رَجَمَني يومَها أهلُ الحيِّ
ولذتَ بقلبي هارباً…
أبحثُ عنكَ…
أرشُ بذورَ الأغاني
لعصافيرِ عينيكَ..
وأنتَ تصبُّ ماءَ التوبةِ
في سلالِ الندم..
تذرفُ عيناكَ دمعاً بلاقافية
وأنا لا أستسيغُ طعمَ الكذبةِ
برغمِ توابلِ الأعذار..
المرأةُ التي دَهَسْتَها
بحوافرِ تجاهلِكَ
وأنتَ تحرثُ بورَ المواعيدِ
بسكةِ التسويف..
لم تبرأْ من كسورِ الخاطرِ بعد..
نساؤكَ ياسيدي
يرممونَ خرائبَ قلوبِهم
بحجارةِ النسيان..
عشيقاتُكَ الخدَّج في حواضنِ قلبكَ الخالية من الأوكسجين يتناوبنَ على حراسةِ الموت…
وأنتَ تُهذِّبُ شاربَ الكبرياء
يارب……
ألا مِنْ كرامةِ نبيٍ تُلْبِسُ هذا السرابَ أساورَ الماء..
هاأنا أجلسُ على آخرِ سطرِ
الحكايةِ كنقطةٍ منكوبة
لم يبقَ مني غيرُ جلد الأماني وعظام الذكريات
وقصاصةُ امرأةٍ في زوبعةِ
إهمالكَ.

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *