بسبب‭ ‬وصفه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بأنها‭ “‬نتيجة‭ ‬للفشل‭ ‬السياسي‭” ‬وارتكاب‭ ‬الغرب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هجوم‭ ‬بوتين‭ ‬واندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭. ‬أيضا‭ ‬ظهور‭ ‬مشاركته‭ ‬المهنية،‭ “‬التزام‭ ‬لوبي‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‭” ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الضوء‭ ‬نتيجة‭ ‬للحرب‭. ‬تعرض‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬السابق‭ “‬غيرهارد‭ ‬شرودر‭” ‬إلى‭ ‬انتقادات‭ ‬شديدة‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬الـ‭ “‬رايخستاك‭” ‬الألماني،‭ ‬أعنفها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حزبه‭ “‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬الديمقراطي‭” ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬قوله‭ ‬علنا‭: ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬جدار‭ ‬برلين‭ ‬وانتهاء‭ ‬القطبية‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ “‬لم‭ ‬نخلق‭ ‬هيكلا‭ ‬أمنيا‭ ‬يعكس‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المتغير‭”‬،‭ ‬و‭ “‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬نتائج‭ ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬السياسي‭”. ‬

وكان‭ ‬المستشار‭ ‬السابق‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬لسنوات‭ ‬لانتقادات‭ ‬بسبب‭ ‬عمله‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة‭ ‬الروسية‭- ‬وتزايد‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الهجوم‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭. ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مارس،‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬المستشار‭ “‬أولاف‭ ‬شولتز‭” ‬وقيادة‭ ‬حزبه‭ ‬الاشتراكي‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الاستقالة‭ ‬من‭ ‬مناصبه‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬الحكومية‭ ‬الروسية‭. ‬ستيفان‭ ‬ويل،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ورئيس‭ ‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬ساكسونيا‭ ‬السفلى،‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬فبراير‭ ‬عزله‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬الحزب،‭ ‬وعدم‭ ‬إعطاء‭ ‬انطباع‭ ‬بأن‭ ‬الأمور‭ ‬طبيعية‭ “‬،‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬يجب‭ ‬على‭” ‬شرودر‭ “‬أيضا‭ ‬إنهاء‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية‭ ‬وبالتالي‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬والغرب‭ ‬بأسره‭. ‬زعيم‭ ‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬الديمقراطي‭” ‬لارس‭ ‬كلينجبيل‭ “‬صرح‭ ‬بأن‭ ‬المستشار‭ ‬السابق‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭:” ‬غيرهارد‭ ‬شرودر‭ ‬معزول‭ ‬تماما‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬الديمقراطي‭ “‬وستحجر‭ ‬جميع‭ ‬الامتيازات‭ ‬عنه،‭ ‬مشيرا‭: ‬بصفتك‭ ‬مستشارا‭ ‬فيدراليا‭ ‬سابقا،‭ ‬فعليك‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬تتصرف‭ ‬أبدا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬تماما،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مثل‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭. ‬يتابع‭ ‬كلينجبيل‭:‬‮»‬‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تتأخر‭ ‬إنهاء‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬بوتين‭. ‬أتوقع‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭. السؤال‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يطالب‭ ‬منتسبو‭ ‬الأحزاب‭ ‬ومؤيديها‭ ‬عندنا‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬قادتهم،‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬داخل‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬عندما‭ ‬يخترقون‭ ‬القواعد‭ ‬والقوانين‭ ‬الأساسية‭ ‬حد‭ ‬تضييع‭ ‬البلد‭ ‬وتعريض‭ ‬سكانه‭ ‬للخطر‭ ‬والانحلال،‭ ‬مثلما‭ ‬شهدناه‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الألمانية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭. ‬

‭ ‬لنا‭ ‬ان‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬الماسكين‭ ‬بالسلطة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬يتعرضون‭ ‬للمساءلة،‭ ‬القانونية‭ ‬والقضائية‭ ‬والإدارية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتحضرة‭ ‬التي‭ ‬توصف‭ ‬بالديمقراطيات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تتشدق‭ ‬الأحزاب‭ ‬العراقية‭ ‬بالحديث‭ ‬عنها‭. ‬والمعارضون‭ ‬لنظام‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬خسروا‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬المواجهات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬والسياسية‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭. ‬فكل‭ ‬المحاولات‭ ‬للتأثير‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المظاهرات‭ ‬السلمية،‭ ‬الداعية‭ ‬لإصلاح‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬ومحاسبة‭ ‬كبار‭ ‬السياسيين‭ ‬وملاحقة‭ ‬الفاسدين‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬الامتثال‭ ‬للقانون،‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭. ‬وينتهي‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬بمعاقبة‭ ‬فقط‭ ‬النشطاء‭ ‬ومنظماتهم‭. ‬عندما‭ ‬خرج‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ “‬إدارة‭ ‬الحكم‭” ‬وسوء‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعاشية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والمجتمعية،‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬متأكدا‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يأملون‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬المأساوية‭. ‬لقد‭ ‬تشاركوا‭ ‬في‭ ‬الشعور‭ ‬بالعجز‭ ‬لأن‭ ‬مؤسسة‭ ‬الدولة‭ ‬لم‭ ‬تحس‭ ‬قط‭ ‬بتصرفاتها‭ ‬المعادية‭ ‬للشعب‭ ‬وخطورتها‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬الناس‭ ‬والبلد‭ ‬في‭ ‬المضمون‭ ‬والممارسة‭. ‬

فالنظام‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ “‬المحاصصة‭ ‬الطائفية‭ ‬التوافقية‭”‬،‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬يتصرف‭ ‬بسياسة‭ ‬اليد‭ ‬الحديدية،‭ ‬دون‭ ‬تنازلات‭ ‬حقيقية،‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يجب‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬القسوة‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التي‭ ‬قمعت‭ ‬بها‭ ‬السلطات‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬ومعاقبة‭ ‬المشاركين‭ ‬وملاحقتهم‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬بسبب‭ ‬فقدان‭ ‬التمثيل‭ ‬الحقيقي‭ ‬للشعب‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الأساسية‭ (‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والقضائية‭) ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬الدستور‭ ‬والقانون،‭ ‬قد‭ ‬أدخل‭ ‬حديثا‭ ‬المادة‭ (‬226‭) ‬المتعلقة‭ ‬بحرية‭ ‬التعبير،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬يمارسها‭ ‬ضد‭ ‬الإعلاميين‭ ‬وأصحاب‭ ‬الرأي‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬الدعاية‭ ‬الحكومية‭ ‬كرادع‭ ‬يوصل‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬لمجرد‭ ‬ممارسة‭ ‬النقد‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬موظفيها‭… ‬حتى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬احتجاج‭ ‬سلمي،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوصل‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬محبط‭ ‬للغاية‭ ‬بالطبع،‭ ‬لكن‭ ‬خلاصة‭ ‬القول‭ ‬هي‭ ‬إن‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬أن‭ ‬أفعالهم‭ ‬تحدث‭ ‬تغييرا‭ ‬حقيقيا‭ ‬–‭ ‬دون‭ ‬تكلفة‭ ‬شخصية‭ ‬عالية‭. ‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ “‬النظام‭ ‬الطائفي‭” ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬هو‭ ‬الترهيب‭ ‬والقمع‭ ‬والتلاعب‭ ‬بعقول‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعاية‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الفاسدة‭. ‬

إن‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي‭ ‬جادا‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬والمجتمعي‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتجه‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬برمته‭ ‬نتيجة‭ ‬مواقف‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬سيما‭ ‬الشيعية‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬وما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬قرار‭ ‬الصدر‭ ‬سحب‭ ‬نوابه‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تطور‭ ‬الأحداث‭ ‬واتجاه‭ (‬الإطار‭ ‬التنسيقي‭) ‬لتشكيل‭ ‬الحكومة،‭ ‬وهو‭ ‬هرولة‭ ‬لا‭ ‬أخلاقية‭ ‬لأجل‭ ‬مكاسب‭ ‬وتحقيقها‭ ‬بطريقة‭ ‬انتهازية‭ ‬طالما‭ ‬تكررت‭. ‬عليه‭ “‬اي‭ ‬الشعب‭” ‬تفادي‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬المستنقع‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬ويذهب‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬معارضة‭ ‬جماهيرية،‭ ‬تضع‭ “‬برنامجا‭ ‬وطنيا‭” ‬واضحا،‭ ‬بمساندة‭ ‬الأحزاب‭ ‬الوطنية‭ ‬المعارضة‭ ‬لسلوك‭ ‬البرلمان‭ ‬وانغلاقه‭ ‬السياسي‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬الأحزاب‭ ‬الطائفية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تمارس‭ ‬كسابق‭ ‬عهدها‭ “‬لعبة‭ ‬الدكاكين‭” ‬تجاه‭ ‬مصالح‭ ‬الشعب‭ ‬والوطن‭. ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬تشكيل‭ (‬ائتلاف‭ ‬أغلبية‭ ‬وطنية‭) ‬معارضة‭ ‬بقوة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭.. ‬من‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يحصل‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭.!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *