قال لي : انت افضل (حطاط) للعناوين ؛ سوف اغلق عليك الباب ولن تخرج الا اذا وضعت كل مانشيت يتعلق بها على الصفحة الاولى! اضاف رئيس تحرير صحيفة (الكهف) يومها سوف ادعوك على مأدبة عشاء لايفوت الا يموت الليلة حتما.
ثم بعد ان فرغت من تنفيذ هذه المهمة كأنني فرد من افراد المهمات الخاصة ؛ كلف سائقه الخاص ان يوصلني الى حيث اقيم…
هنا تذكرت مفردة (حطاط ) صيغة فعال التي احفظها في درس النحو في الاعدادية والتي يمكن اجمالها في رثاء الخنساء لأخيها صخر:
حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ، شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ،نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ،فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ
لم أجد في صباح اليوم التالي في صدر صحيفة (الكهف) الصباحية اي اثر لما (حططت) من مانشيتات . لم أصدم . توقعت ان يحصل هذا.ذاته كان يقول لي : ادفع الباب وفوت علي . دون انتظار . ذاته وجد ابو الاستعلامات حرجا كبيرا وهو يريد افهامي إن شخصا آخر بذات الاسم هو الممنوع من الدخول .
المقصود في النص ليس كاتب هذا السطور إنما رويت لي من صديق يرفض الكشف عن إسمه .
حصلت معي . حاول الضابط الذي كان يستانس بجلستي معه في رابية ما عند الجبال الشم ؛ حاول تأخير تسليمي كتاب النقل الى مجلة حراس الوطن .. الا بعد ان اجعل كلماتي تنزل على نفس حبيبته المغلقة والتي عانى منها صدودا رغم انه قهر المزيد من الروابي التي كانت محتلة في الثمانينات فانزل العدو منها بالقوة . كان وسيما مجندا بنجمتين فقط.
كلما اكتبه يقرأه مليا ثم يصمت واجد في صوت في تمزيقه للورق مايخدش مسمعي .. انطيني غيره .. ثم اكتب رسائل حب الى مجهولة هو واقع في غرامها وانا كرهتها لاني لم استطع ان اجد كلاما يذيب حديد قلبها. إنما هذه القلوب حديد ولذيذ الالفاظ مغناطيس..
بعد محاولات شتى انبلج الفجر عن رشقة من رصاص وقهقهة منه . لقد كتبت مايعتلج في صدره .. ثم على جناح السرعة هبطت في عجلة اصدر أمره بايصالي الى الكراج .مع كتاب انفكاك سد مسارب اليأس في نفسي!
تحية وقبلة في الخد وليس عندي ما أقول بعد.