رموه أمامي..في زنزاتي التي كنت وحيدا فيها.كان ظهره..خرائط من ضرب السياط.وكان بالكاد يسحب نفسه. اخذت أنقط الماء بفمه ،واعمل مساجا لقلبه.سهرت معه،وبعد منتصف الليل بدأ يستفيق.
كنت اعرف ان الذي فعل به هكذا هو (فهمي روفا) ..ضابط طيار جاء من بغداد ليترأس لجان التحقيق مع شيوعيي الناصرية ،فقبله نلت منه مثل ما ناله.
في الصباح تعارفنا ..قدم لي نفسه :
– محمد خضير ،من البصرة،معلم بمدرسة بالناصرية
لماذا يتفاداها؟   يعدّ أدب السجون من اصدق الفنون الادبية ،لأنه يحكي عن قهر معاش وتعذيب وترقب موت بأية لحظة، ولأنه يعيش انفعالات سيكولوجيا المحنه، وتساؤلات عن معنى الوجود ، وعن التضاد بين انسان شفيف رقيق وآخر يتلذذ ويستمتع  بتعذيبه ، وبين من يتنازل عن مبدأ من اجل الحياة وآخر يضحي بحياته من اجل المبدأ..واخرى يكتشف فيها الروائي أن السجن هو أصدق مكان يكتشف فيه الأنسان معنى الحياة وقدسيتها.عربيا ربما كانت من بين افضل من وثقت هذه الخبرة، رواية  القوقعة للكاتب السوري مصطفى خليفة ورواية يا صاحبي السجن للروائي الاردني ايمن المعتوم التي يروي فيها ما حصل له في السجون الاردنية في التسعينات..ولا وجه للمقارنة بينها والسجون العراقية في انقلاب البعث بالستينات.
محمد خضير يتفادى ان يقص تلك الخبرة في رواياته،  وقد يكون قد خصها برواية او ضمّنها بأخرى لانني لم اطلع عليها كلها، لكنني يوم التقيته بمحاضرة لنا بدعوة من اتحاد ادباء البصرة قبل  سنوات  والمحت له عن تلك الواقعة.. اشار لي بيده اشارة عدم اهتمام .شكرا لادباء البصرة الذين احتفوا بسارد مميز، وتهنئة من القلب للصديق محمد خضير لبلوغه الثمانين..ويارب توصل المئة يمحمد لتكتب رواية بعنوان ( مائة عام..عراقية!).

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *