-1-

من المشاهد الملحوظة أنَّ بعض ذوي العقول والمهارات الفائقة يعيشون في ظل أوضاع مالية صعبة، بينما يعيش الى جانبهم أشخاص لا يملكون شيئا مهماً من المعرفة والدراية في بحبوحة ورغد ..!!

وهذه المقارنة تجعل الكثيرين يؤمنون بان الحظ يلعب دوره في خدمة هؤلاء ، بينما يخونُ اولئك البارعين ..!!

-2-

ومن هنا قيل :

” اللهم ارزقني حظاً تخدمني به ذوو العقول “

فقد تجد رجلاً أميّا يملك من المعامل والمصانع التي يعمل فيها لفيف من الموهوبين البارعين يتقاضون (رواتبهم) الشهرية منه، وما هم في الحقيقة الاّ عمّال عند صاحب تلك المعامل ..!!

-3-

وانعكس الايمان بالحظ في الشعر العربي حتى قال شوقي :

خلّقَ الحظُّ جُماناً وحَصَاً

خالقُ الانسانِ مِنْ ماءٍ وطِينْ

فَلأمرِ ما وسِرٍّ غامضٍ

تُسعدُ النطفةُ أو يَشْقَى الجَنينْ

فوليدٌ تسجدُ الدنيا له

ووليدٌ في زوايا المُهَمِلينْ

ويقال عن صاحب الحظ :

انّه اذا أمسك التراب بيده تحوّل الى ذهب ،

أما عن غير المحظوظ فيقال :

انّه يُمسك بيديْه الدُرّ فيتحوّل الى فَحَم ..!!

-4-

ليس ثمة من شيء مقروض عليك،

والايمان بانَّ الحظ هو الأساس في النجاح والفشل يُورث الهزيمة النفسية، والاحباط، ويحول بين الانسان والنهوض .

-5-

نعم إنّ التفاوت في الأوراق أمر لا يمكن نكرانُه ،

فهناك مَنْ هو ذو رِزْقٍ شحيح فهو مبتلى بقلة ذات اليد – والدنيا دار اختبار وامتحان ،

وهناك من يرفل بالوفير من الرزق يصله دون كبير عناء .

-6-

ومن أبرز مصاديق المفارقات المحزنة في (العراق الجديد) صعود مَنْ لا يملك المؤهلات المطلوبة لتسنم المناصب الخطيرة، بفعل المحاصصات الحزبية والفئوية ، وإبعاد الكثيرين مِنْ ذوي القدرة والخبرة والنزاهة والوطنية عنها، في معادلة مشؤومة مذمومة تُقدّم (المفضول) على (الفاضل)، وتضرب عَرْضَ الجِدارِ مصالح البلاد والعباد والقيم الأخلاقية والانسانية كلها .

وهنا تكمن الكارثة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *