هنالك تعاريف كثيرة للإنسان ومنها انسان اجتماعي بالطبع، لا يمكن للإنسان ان يعيش بمعزل عن غيره من البشر، هو بحاجة للتفاعل معهم للاحتكاك بهم وللتعلم منهم ايضا، صحيح ان هذا التفاعل يكون سلبيا او ايجابيا حسب الظروف والمواقف التي تضعفه الحياة فيها، وحسب شخصيته أيضا، لكنه تفاعل مثمر في كل الحالات، بمعنى ان الانسان يتعلم من الاخطاء والمأزق التي يقع فيها ويستفيد من الانتصارات الصغيرة التي يحققها في مواجهاته الحياتية المختلفة فتجدد ثقته بنفسه ويتبلور وعيه بالناس من حوله.والمجتمع تركيبة متحركة متغيرة تتطلب من الفرد البقاء دائما على اهبة الاستعداد لمواكبة تغيراتها، ومن الصعب القيام بذلك اذا كان المرء جامد التفكير، متبلد الحس، النجاح في الحياة الاجتماعية او على الاقل التكيف معها بشكل أو بآخر يعني الكثير بالنسبة للرد، اذ ينعكس على حياته الشخصية ويؤثر فيها مباشرة، والحياة الاجتماعية هنا تشمل التفاعل مع الاسرة والحيوان والاصدقاء وزملاء العمل وكل من يحتك بهم الفرد ولو لفترة وجيزة.يتطلب النجاح في عقد علاقات جيدة معهم مجهودا فائقا، فعلى المرء ان يكون مرنا مستعدا على الدوام لتقبل تركيبة كل شخص، قادرا على التعامل معه بذكاء، وعليه ان يكون متسامحا لا يتضايق من الاختلاف ولا ينفر منه، وعليه ايضا ان يكون حساسا تجاه مشاعر الاخرين، قادرا على جس نبضهم ومعرفة مدى استعدادهم لتقبل او رفض حضوره، كل هذا يعني ان الفرد الناجح اجتماعيا يشحذ طاقاته الفكرية والنفسية على الدوام.يتصور البعض ان الناس الذي لا يجدون صعوبة في ربط علاقات ودية مع غيرهم والاندماج بشكل عفوي معهم اناس موهوبون.. والملاحظ ان الكثير من هذه الطباع تتشكل خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وتلعب عادات الوالدين وطبيعة علاقتهما بالطفل دورا كبيرا في تشكيل هذه الطباع.، فيصبح الصغير خجولا ميالا الى العزلة او جريئا مولعا بربط علاقات مع الغير، وعادة ما يعاني الانسان المنعزل من مشاكل كثيرة، احباطات نفسية وضعفا او انعدام الثقة في النفس والقدرات.يتطلب النجاح في ربط علاقات جيدة مع الاخرين كل هذه المهارات، واشياء اخرى ايضا، ولعل اللباقة والمجاملة اول ما يقفز الى الاذهان عندما تثار مسألة التصرف بذكاء في المجتمع.. تعرفت منذ ثلاث سنوات على صديقة ذات سحر خاص، لديها شعبية كبيرة بين زملائها في العمل واصدقائها واسرتها، والحقيقة التي اعتبرت نفسي محظوظا جدا بالتعرف اليها، وقد حاولت مرار ان افهم سر جاذبيتها، هل هي ابتسامتها المشرقة التي لا تردد في استقبالك بها مهما كانت ظروفها وحالتها النفسية؟ أم استعدادها الدائم لخوض حوار ودي لبق يجعلك تشعرانك وحدك في قلبها وان مخاوفك تخصها ومشاغلك تهمها؟

ام مجاملاتها الرقيقة التي تبث البهجة والفرح في نفسك فتجدد ثقتك بقدراتك وتشرق الدنيا امام عينيك؟.

ربما الوصفة السحرية للنجاح اجتماعيا تشمل كل هذا وغيره ايضا.. الحياة بمعزل عن الناس محبطة، والحياة وسط الناس مرهقة ومكلفة لمن لا يعرف اين تنتهي خصوصياته وتبدأ خصوصيات الاخرين، وحده الشخص الذكي يعرف كيف يتمشى على الحبل ويوازن بين اموره الشخصية والتزاماته الاجتماعية.. وهذا هو النجاح بعينة ويشار لصاحبه بالبنان انه ناجح وذكي ومثقف.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *