كان
أبي
دائما يمتدحني بطريقة تثير
في نفسي المزيد من الغرور، خصوصا
عندما يقول لأصدقائه :
– إنه ( ويعنيني أنا ) صبي بارع، في
معظم الليالي ينتظرني لحين
أغفو ، فينقع قصائدي في قدح
من نبيذ العنب الأبيض، ويخرجها
في اليوم الآخر
دون
أن
تلونها الثمالة
وحين أسأله عن سبب فعلته
هذه ، يقول لي
(والحديث لوالدي)،
أخاف عليها أن تذبل
فنفقد نصيبنا من
الميراث
وبعد أنتهائي من الكتابة، يحمل
آنية تحتوي على الكثير من حركات
الإعراب، ويقوم بتأثيث قصائدي
الجديدة
يضع ضمة هنا
وفتحة هناك
وسكونا في ذلك الشق من
الفراغ، وهكذا
دواليك .
ومن
شدة
فرحي (والحديث لي)
بسبب ذلك المديح المتناهي الثناء
من جهة، ولأثبت لأصدقاء
والدي
من جهة أخرى، أني
فعلا أمتلك الكثير من المهارات
آخذ قبضة من قصائده الحديثة الولادة، وأضربها بحافة الطاولة ، فتتحول إلى
أفعى تلتهم أوقات الفراغ التي تزدحم
بها غرف المنزل
فيصرخ أبي مهلهلا :
– ألم أقل لكم ٱنه صبي بارع
فقد خلصنا من أشياء ثقيلة جدا
وفي
اليوم
التالي تطلب والدتي كعادتها
من أبي الشاعر أن يصلح لها
أقفال الغرف العاطلة
فيجيبها ببرود :
– عندما يتوفر لدينا وقت فراغ
سأقوم بتصليح جميع الأشياء
المعطوبة