اسابيع قليلة باتت تفصلنا عن مواجهة منتخبنا الوطني بنظيره المنتخب الاردني حيث من المؤمل ان تكون تلك المواجهة التي تاتي في اطار الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 ذات ابعاد مهمة في مسيرة تحديد المتاهل عن المجموعة التي يتصدرها حاليا المنتخب الكوري الجنوبي والذي اثبت خبرته وتجربته العميقة في التاهل للمونديال بكونه استطاع امتصاص زخم اقوى منتخبات المجموعة وتجاوزهما مثل ما حدث في مواجهتي المنتخب شرق اسيوي ضد كلا من منتخبنا الوطني والمنتخب الاردني .
لذلك تبدو مواجهة المنتخبين العراقي والاردني غنية بالكثير من المعطيات التي ياحبذا يحاول الاعلام ابعادها عن تاجيج مواقع التواصل التي تعمل لجر المباراة الى محطات مظلمة قد لاتتناسب مع المواجهات السابقة التي تسنى للمنتخبين خوضهما فالتاريخ الكروي عرف الكثير من مباريات الفريقين التي كانت تجري بكل هدوء وسلاسة وبعيدة عن الضغط الجماهيري وخالية من اية تعليقات سلبية يمكن ان تؤثر على اجواء المباراة وصحيح ان منتخبنا حظي في اكثر محطات تلك اللقاءات بقصب السبق الا ان المنتخب الاردني حاول مجاراة تلك المنتخبات العراقية التي خاضت المنافسات المتنوعة في اطار البطولات القارية حتى ان فترة ازدهار المنتخب الاردني قبل نحو عقود كانت بصناعة عراقية خالصة حينما اشرف على تدريب المنتخب الاول الكابتن عدنان حمد ليقوده المدرب القدير الى تحقيق العديد من النتائج اللافتة التي صدقا لم تات اعتباطا او بكونها مفاجاة لكنها كانت نتيجة عمل جماعي اضافة للفترة التي اشرف عليها المدرب المصري الجوهري والذي استطاع ايضا بان يترك بصمته في صفوف منتخب النشامى ولاسيما بعد الريمونتادا المتفردة التي حققها منتخبنا في اطار الدورة العربية التي جرت عام 1999 في العاصمة الاردنية عمان في نهائي المسابقة الكروية قبل ان تجر المباراة لركلات الحظ والتي نجح فيها المنتخب الاردني اخيرا لتضحي تلك المباراة بكونها المباراة التاريخية التي وثق فيها الاردنيون انتصارهم بصورة ملك الاردن مرتديا فانيلته الخاصة بالمنتخب مطرزا عليها ذلك العام . ورغم ذلك الانجاز العراقي الذي عد لافتا بكون المنتخب حرم طيلة تلك السنوات من المشاركات العربية بسبب الحصار الذي كان في اقسى محطاته لكن مباراته ضد الاردن بقيت في ذاكرة كثيرين ليتداولها دون ان تبرز منها التشجيعات السلبية التي باتت تقف عندها مواقع التواصل والتي رددها قسم من الاردنيين بكونها موجهة لمنتخبنا بعد الحاق المنتخب الاردني للخسارة بالمنتخب العماني وبنتيجة ثقيلة اما في اوساطنا فبقيت العباراة السلبية تظهر كلما اقترب موعد المباراة لاسيما من خلال تشبيه الملعب باحد الامثولات المقتبسة من مسلسل عراقي قديم اوغيرها من الصور السلبية التي باتت تخدش اللقاء المرتقب وتمنحه ابعادا اخرى لاهدف لها سوى التشويش على لاعبي منتخبنا وتحميلهم الضغط الاكبر مثلما كانت الاجواء المشتعلة قبيل مباراتنا ضد المنتخب الكويتي والتي فقدنا من خلالها نقاط الفوز الثمينة في مشوار لايقبل ابدا نزيف النقاط بل على العكس يسهم كثيرا تحقيق الفوز في الاستئثار بالمراتب المتقدمة التي تقربنا من تحقيق حلم التاهل للمرة الثانية بعد ان كنا قد حققناه في اطار التاهل لمونديال المكسيك عام 1986 حيث مثلت تلك الفرصة علو كعب المنتخب العراقي والتي نتمناها ان تحضر مجددا ليبرز المنتخب العراقي البعيد عن الشحن والضغوطات ليخوض مباراته المرتقبة عازما على تحقيق امنيات الجماهير العراقية التي تتمنى حضورا ثانيا لمنتخبها في اطار افضل محفل كروي ممثلا بالمونديال .