اطلقت مبادرة ريادة في آذار 2023 التي تبناها مجلس الوزراء لغرض تطوير بيئة العمل ومستقبله وتحفيز فئات الشباب على التفاعل مع متغيرات سوق العمل والتطورات التكنولوجية الجارية عالميا.وعلى وفق هذا النهج تمضي مراكز التدريب المهني في بغداد والمحافظات بفتح دورات تدريببية للخريجين وأصحاب المهن والباحثين عن العمل في كيفية اختيار المشروع الناجح ودراسة الجدوى الاقتصادية.وتدعم هذه المبادرة بكل تأكيد المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تتراوح اسقف تمويلها عادة بين 10 الى 300 مليون دينار ،وتعدّ من اهم ادوات التنمية الاقتصادية في جميع انحاء العالم وتمثل اعلى نسبة بين جميع انواع المشاريع الاقتصادية، وأن إشغال وظائفها من العاملين يمثل اكثر من 70 بالمئة عالميا حسب بيانات منظمة العمل الدولية التي تبين ان اكثر من 90 بالمئة من المنشآت في جميع البلدان تصنف على انها منشآت صغيرة ومتوسطة لذلك فهذه المشاريع تشكل محركا هائلا للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية ،وتسهم بأكثر من 60 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي ،ومن المرجح انها تستخدم العمال من فئات الشباب وذوي المهارات المتدنية والخبرات المحدودة والعمال المسنين.وفيما تعدّ هذه المشاريع الحيوية ركائز اساسية لمستقبل العمل والنمو الاقتصادي وتحفيز المنافسة والابتكار غير انها تواجه تحديات عديدة من ابرزها الافتقار للمهارة العملية والخبرات الادارية التنظيمية فضلا عن التحديات الكبيرة في قنوات التمويل والعقبات الروتينية والضريبية والتشريعية التي تكبح سبل نجاحها وديمومتها بشكل لافت.كما ان عمالها يشكون غالبا من انخفاض الاجور وضعف السلامة والصحة المهنية مع الافتقار الى الضمان الاجتماعي.ان مبادرة السيد محمد شياع السوداني «ريادة» التي اطلقت قبل عام تسهم بشكل فعال وبنّاء في تذليل هذه العقبات وتجاوز التحديات ولاسيما المالية،وينبغي المضي في تطوير ديناميكيات هذه المبادرة الريادية بوتيرة أعلى وأكثر نشاطا من خلال استمرارية احتضانها ومتابعة مجرياتها حتى تحقيق اغراضها التنموية.