هذا زمان تغيرت ايقاعاته وتبددت ملامحه واضطربت حركاته وتلاشت قيمه ؛ وأكاد أنكر أنه زمان احتفظ بشيءقليل مما كان قبله ..انقلب رأسا على عقب .. وبخطوات سريعة متلاحقة وكأنه في عجلة من أمره لإنهاء طقوس لا يفهمها ..إنها الحقيقة المرة على هذا الإنقلاب الذي لم تعد تتبين إلى أين يمضي بنا . لست معارضا للتغيير ولكن أي تغيير إن لم يكن نحو الأفضل! اي تغيير إن لم تكن فيه علامات خير وفضيلة ورقي ! اي تغيير إن كان الجهل متفشيا و الطريق مظلما ! اي تغيير والوطن على شفا هاوية يتلاعب به من هم في ضلالة وخرافة وتخلف ! إن التغيير الذي ننشده لا بد أن تكون له مقدمات مع دراسات مستفيضة تكون خلاصتها العمل بنزاهة وأمانة وإعطاء صورة واضحة لما ينبغي فعله والعمل به بعيدا عن الشعارات المزيفة. البعض يرى أن عجلة التقدم تفرض نفسها دون قيود وإنه لا بد من السير دون توقف والا تتشبث بالماضي وألا يكون له أي سلطان في مجمل أفكارنا ؛ بينما يرى بعض آخر أن أي تغيير لا يعني التخلي عن مقومات وجودنا وتاريخنا وحضارتنا..وانه لا بأس ألا تنقطع الصلة بين الحاضر والماضي والأخذ بالأسباب التي تزيد من قدرتنا في إرساء معالم نهضة حقيقية تظللها سلوكيات مقبولة غير منحرفة ..إذ لا جدوى من تقدم مادي يفتقر إلى الأخلاق والعلاقات الإجتماعية القوية . إنه من سوء الطالع ألا تكون لنا رؤية معتدلة واضحة وأننا لا نتفق على ما هو جدير بالإتفاق وان الخلافات مازالت مستعرة شديدة الوقع على النفوس فأي تغيير نترجاه ليصل بنا إلى تحقيق ما ينبغي تحقيقه ! إنه الضعف والتردي والهوان يفرض نفسه على خطواتنا . وأعود للقول أننا في زمن فقدنا فيه الكثير من الأصالة والخير والجمال فقدنا فيه جذورنا ومعها أحلامنا وتطلعاتنا .