أتعبنا حديث السياسية، وصار اصغر وأجهل فتى عربي يمكنه أن يحلل الأوضاع السياسية في بلده بعمق ودراية تامة ويستشف منها مصير ومستقبل بلده، وهو مصير ليست له بشائر خير على الإطلاق في الدويلات الخاضعة لولاية الفقيه، بل نذير سوء لا محالة، فأحببنا ان نغير سيمفونية العذاب والشقاء الى سيمفونية الهوى والرجاء، عسى أن نخفف من حرارة الجو السياسي والمناخي اللاهب، ونبرد قلوب البعض بهذا الحوار بين عاشقين:
قلت لها: انتِ القمر المنير
قالت: لكنه يكسف أيها أمير.
قلت ليكن! فأنتِ الشمس الجميلة.
فقالت: لكنها تخسف، ليوم عسير.
قلت: أنتِ إذن الزهرة اليانعة.
فقالت: لكنها تذبل وتموت فبئس المصير.
قلت! فأنتِ اذن القلب الجميل.
فقالت: لكنه يخفق في الخوف فييعتل كسير.
….
قلت لها: أنتِ العقل الأسنى.
فقالت: لكنه ينسى، وغالبا ما يأسى.
قلت: إذن انتِ الروح الخالدة.
قالت: هي سر ولغز مكنون، وشيء لا تراه العيون!
قلت انتِ الجمال الرائع، ونغمة السامع.
قالت: ليس للجمال مقياس، وأمره مختلف عند الناس.
قلت: انتِ المقدس عندي.
فقالت: لا تدور بفكرك ولا تلف، فعمائم مقدسة لا تساوي خف.
فقلت: انتِ النجوم المتلألئة المثيرة.
فقالت: لكنها بعيدة وكثيرة، وتنتابني منها الغيرة.
قلت: في قريك الحياة، وفي بعدك الممات.
قالت: لكن الحياة قصيرة، ولا يعرف الانسان مصيره.
….
قلت لها: انتِ البحر بعمقه وهدوئه.
قالت: لكنه يُزبد وفي العواصف يعربد.
قلت: انتِ الأمل والرجاء.
قالت: ان لم يتحقق يبدأ الأعباء، ويتحول الى داء.
قلت: انتِ الحلم الجميل.
قالت: الحلم حلم، أمره عسير على الفهم
قلت: انتِ النسيم العليل.
قالت: امره جميل، ولكنه مع إتجاه الريح يميل
…
قلت لها: انتِ فصل الربيع.
قالت: فصل ممتع وبديع، ولكنه متاح للجميع.
قلت: أنتِ الطيور الطائره
قلت: لكن منها المتوطنه، ومنها المهاجره.
قلت: انتِ الخيال الخصيب والفضاء الرحيب.
قالت: مجرد خيال تابع، لا متكلم ولا ناظر ولا سامع.
قلت: انت النخلة الرشيقة الباسقة.
قالت: كلا يا أميري! انا فتاة عاشقة،
أنا روح تطوف في سماء رائقة، انا زهرة زكية عابقة، انا نسمة في الجو عالقة، انا علامتك الفارقة، لائق أنت لجوارحي، وانا لجوارحك لائقة.
انا يا أميري الجمال المصفى، انا غصن من زلال حبك إرتوى، انا النجوم تتلألأ في الثرى، انا بشارة الضحى اذا الليل انجلى، أنا قارب العشق ومرفأ الهوى، انا شمس الظهيرة، وهلال الدجى، انا العين التي بها ترى، انا ظلك المرافق يا فتى، انا قوت القلوب وقطر الندى، انا عز الطلب وغاية المنى، انا الماء والخضراء والهواء واللظى، انا قلب بنار الحب اكتوى، انا النجوم تطرز السما، انا الماء الرائق في الجداول ان جرى.
انا أميري عين تقدح وتأرق، وعقل راجح يتمنطق، وقلب بعشقك يخفق، وحلم جميل يتحقق، انا عطر بأنفاسك يعبق، وجمال يتألق ويعشق، انا غصن ببراعم يورق، وقمر في السما علا واشرق، انا رياض مزهرة ورونق، ونسيم عليل يستنشق.
انا يا أميري ظل خفيف لاحق، وعطاء سخي غادق، وجمال دافيء دافق، واعصار هوى ماحق، وزلزال عشق فالق.
أنا يا أميري المصباح التي يضيء حياتك، وان حِدت عني، ياويلك من جحيم فيها هلاكك.
هل عرفت من اكون أيها الحبيب؟
اترك لسانك صامتا، ودع عينيك تجيب.
ملاحظة
اطلع الأستاذ الصديق اللواء الركن فؤاد حسين علي على هذا الحوار وأضاف المقطع التالي اللطيف:
قال: متى يكون ليل فيه وصل.
قالت: لذلك نحن والليل على موعد ،وأنت موعدي مع القدر
قال: ما أجمل هذه اللغة
قالت: هي لغة القلب وصدى الحب في أعماقنا.
قال: هو دائما يحيى في أعماقنا.
قالت: نعم لكنه يصاب بدوار البعد أحيانا
قال: أخاف أن يجف قلبي فخذيني إليك أرتوي ياسيدة الغيم.
قالت: ليتني أستطيع ،فالغيوم دائمة السفر وأنا أخاف أن أسافر بك بعيدا فلا أستطيع أن أعود بك حيث بدأنا.
قال: أذا فخذيني معك حيث تذهبين ،فالبداية أنت ،وأنت النهاية وأنا معك لن أندم أبدا.