العراقيون كانوا يتطلعون الى مجيء الرئيس الأمريكي بايدن الى المنطقة، كل بحسب رغباته وتمنياته وخياله، لذلك اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم بأوهام واخبار لا صحة لها، وغرقت بتقديرات لا تمت الى الواقع بأدنى صلة.
الظاهر المعلن من حصيلة النفع العراقي من اجتماع جدة بحضور بايدن، هو الترحيب بالربط الكهربائي بين العراق والسعودية على شبكة موحدة، وهو اتفاق سبق هذه القمة أصلا، وحدثت اجتماعات وزيارات سعودية
عراقية فنية وأمنية عديدة، حتى تم التوصل الى هذا الاتفاق الذي يلبي حاجة مهمة من الكهرباء الى محافظات الجنوب العراقي على نحو خاص.
العراقيون الذين سمعوا من بايدن انّ أمريكا تريد تصحيح الأخطاء في سياساتها إزاء الشرق الأوسط بعد تقليل نفوذها الظاهر، ذهبوا على بساط الأوهام المفروش دائماً الى ان هناك تدخلاً لتغيير الأوضاع الفاسدة بالعراق عبر القوة الخارجية، كما روّج لذلك سياسي بهلواني هنا أو هناك في سياق بيع الأوهام وتخدير الشعب و دعم استمرار فساد الحيتان.
تحدث زعماء العرب في قمة جدة على تقدم أمني في وضع العراق، وزادوا في التأكيد على ضرورة وحدة اراضيه وسيادته، وهذه تعبيرات انشائية قديمة ومكرورة تنطوي على مجاملات وأمنيات أيضاً.
ترحيب بايدن بالربط الكهربائي بين العراق وبعض دول الخليج يوحي بأنّ واشنطن اعطت إشارة الضوء الأخضر حول ملف الكهرباء الذي يشغل الملايين في البلد، بعد سنوات من غياب هذا الضوء. والا ما معنى ان يتحدث زعيم اقوى دولة بالعالم عن هذا المنجز الذي هو اقل من العادي بين اقتصاديات الدول المحاذي بعضها لبعض؟
جاء بايدن وأنعش أحلام العراقيين المستحيلة يوما أو يومين، وغادر من دون ان توجد جهة عراقية شاركت أو لم تشارك في قمة جدة قادرة على الكشف عن الجانب الاخر من الملف العراقي في المباحثات مع بايدن ، او رّبما لا يوجد ملف في الأساس .