في مقال كتبه الرئيس الأمريكي بايدن في صحيفة واشنطن بوست الواسعة الانتشار رسم بشكل جلي ملامح الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط موضحا ان هذة المنطقة من العالم مهمة جدا للمصالح الأمريكية على المدى البعيد او المنظور وتحدث عن عدة ملفات مهمة منها اهمية استقرار اسعار النفط بالتعاون والتنسيق مع الدول المنتجة النفط خصوصا المملكة العربية السعودية بااعتبارها من اكبر منتجي اوبك واكد ايضا على ضرورة ضمان امن امدادات الطاقة بسبب مخاطر الحرب الروسية _الاوكرانية من خلال اشارته الى اهمية الحفاظ على امن الممرات المائية وانسيابية تصدير نفط المنطقة الى العالم بدون اي مخاطر ونوه الى اهمية الامن والتكامل لدول المنطقة وهو يشير في ذالك عن امكانية اقامة تحالف لبعض دول المنطقة.

فيما يخص العلاقات مع المملكة اشار الى انه لم يعمل الى احداث القطيعة معها وانما اراد تقويم هذة العلاقات مؤكدا ان هذة العلاقات تمتد الى ثمانية عقود وان المملكة شريك ستراتيجي مهم للولايات المتحدة وهذا يشير الى تراجع كبير في سياسة بلادة السابقة والمعلنة ضد السعودية حيث ادرك بايدن اهميتها كدولة فاعلة ومهمة وذات امكانات اقتصادية ومالية وقيمية في العالم الاسلامي ومن اسباب هذة العودة الأمريكية الى السعودية الخشية من استقطابها الى المحور الصيني _ الروسي وهنا يمكن الإشارة الى النجاح الكبير للمملكة في ادارة واحتواء التوتر بين البلدين بحكمة وحنكة عالية المستوى.

اما فيما يخص الملف الايراني اكد بايدن على مواصلة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي عليها للعودة الى الاتفاق النووي عام 2015 والاستمرار في عزلها .

وتحدث ايضا عن العلاقات مع العراق واوضح ان الولايات المتحدة شريك اساسي للعراق في محاربة تنظيم داعش الارهابي وساهمت في قتل زعيم هذا التظيم في سوريا وكذالك لعبت دور في الحد من هجمات المليشيات التابعة الى ايران

اما حرب اليمن فيقول ان الولايات المتحدة ساهمت في تحقيق الهدنة والحد من الهجمات ضد المملكة وايضا عملت على وصول المساعدات الانسانية الى الشعب اليمني.

لاشك ان الزيارة المرتقبة لبايدن الى المملكة العربية السعودية والقاء مع قادة دول المنطقة لايمكن فصله عن مايجري في العالم من توتر وملامح حرب اقتصادية بين امريكا واروبا من جهة وروسيا من جهة ثانية وكذالك الخشية من تداعيات الحرب الروسية _الاوكرانية على العالم سياسيا واقتصاديا وامنيا.

لذا يمكن القول ان الولايات المتحدة عادت الى المنطقة مرغمة وليس طواعية لرسم ملامح شرق اوسطي جديد يتماشي مع مايجري في العالم من متغيرات.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *