وجود‭ ‬أي‭ ‬عنصر‭ ‬مسلح‭ ‬او‭ ‬غير‭ ‬مسلح‭ ‬أو‭ ‬موالي‭ ‬لدولة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬العراق‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬رسمية‭ ‬وسبب‭ ‬يبرر‭ ‬وجوده‭ ‬باتفاقات‭ ‬خاصة،‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬اعمال‭ ‬اختراق‭ ‬السيادة‭ ‬العراقية‭. ‬المسألة‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬قصف‭ ‬متكرر‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬يذهب‭ ‬ضحيته‭ ‬مدنيون‭ ‬أحيانا‭ ‬كونهم‭ ‬يقعون‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬ملتهب‭ ‬وغير‭ ‬آمن‭ ‬بالصدفة‭ ‬او‭ ‬بالاقامة‭ ‬الدائمة‭.‬

حدثت‭ ‬اتفاقية‭ ‬سنجار،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬التطبيق‭ ‬الكامل‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬جهات‭ ‬نافذة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تدعم‭ ‬وجود‭ ‬مسلحين‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬الكردستاني‭ ‬التركي‭ ‬للبقاء‭ ‬والتحرك‭ ‬داخل‭ ‬العراق،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬تفسير‭ ‬سوى‭ ‬اللعب‭ ‬بالملفات‭ ‬الخارجية‭ ‬لأهداف‭ ‬خاصة‭ ‬ولتبرير‭ ‬التدخل‭ ‬الإقليمي‭ ‬او‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬،‭ ‬حين‭ ‬تتفاقم‭ ‬المشاكل‭ .‬

ليس‭ ‬مطلوبا‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬الأحزاب‭ ‬أو‭ ‬الشخصيات‭ ‬الادانة‭ ‬وتثوير‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬إزاء‭ ‬حادثة‭ ‬بعينها‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬عراقيون‭ ‬أبرياء،‭ ‬انّما‭ ‬الأولَى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬لمنع‭ ‬وجود‭ ‬اية‭ ‬عناصر‭ ‬متسللة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية،‭ ‬واجتثاث‭ ‬كل‭ ‬المبررات‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬للأخرين‭ ‬التدخل‭ ‬لتنفيذ‭ ‬اجندات‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬داخل‭ ‬العراق‭ ‬تحت‭ ‬مبرر‭ ‬اننا‭ ‬عاجزون‭ ‬او‭ ‬متواطئون‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مبالين‭ ‬وغير‭ ‬مهتمين‭ ‬بهذا‭ ‬الملف،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انه‭ ‬مهم‭ ‬لدول‭ ‬الجوار‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬وسوريا‭ ‬وايران‭.‬

‭ ‬لابدّ‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬بغداد‭ ‬وانقرة‭ ‬تفاهمات‭ ‬جديدة‭ ‬حول‭ ‬العلاقة‭ ‬بشأن‭ ‬ملف‭ ‬وجود‭ ‬تسلل‭ ‬مستمر،‭ ‬وربما‭ ‬قواعد‭ ‬سرية‭ ‬وعلنية‭ ‬لمسلحين،‭ ‬لقطع‭ ‬دابر‭ ‬المبررات‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬العراقيون‭ ‬وقوداً‭ ‬لها‭. ‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تترك‭ ‬الأمور‭ ‬هكذا‭ ‬لأحداث‭ ‬الصدفة‭ ‬وشرارات‭ ‬المفاجأة،‭ ‬والاجتهادات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنتهي‭ ‬وتتلاشى‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬تغير‭ ‬حكومي‭ ‬مقبل‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قلقاً‭ ‬ولا‭ ‬يتيح‭ ‬رؤية‭ ‬مستقرة‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬أيضاً‭.‬

قبل‭ ‬ان‭ ‬نلوم‭ ‬الاخرين،‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نكاشف‭ ‬شعبنا‭ ‬بالمهمات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تؤديها‭ ‬الوفود‭ ‬الحكومية‭ ‬المستمرة‭ ‬ومن‭ ‬تخصصات‭ ‬مختلفة‭ ‬ومهمة‭ ‬الى‭ ‬تركيا،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬التفاهمات‭ ‬وما‭ ‬حجم‭ ‬حدود‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني،‭ ‬وإلا‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬العراقيين‭ ‬ان‭ ‬يقولوا‭ ‬انّ‭ ‬الوفود‭ ‬ليست‭ ‬فاعلة‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬منسقة‭ ‬كدولة‭ ‬عراقية‭ ‬متكاملة‭ ‬وان‭ ‬الأجواء‭ ‬السياحية‭ ‬كانت‭ ‬تخيم‭ ‬عليها‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭ .‬

‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬مفهوم‭ ‬السيادة‭ ‬ونتفق‭ ‬عليه‭ ‬جميعاً‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نلزم‭ ‬الآخرين‭ ‬احترامه‭ ‬وعدم‭ ‬التجاوز‭ ‬عليه‭. ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬المعادلة‭ ‬الآمنة‭ ‬لحفظ‭ ‬سيادتنا‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭.‬

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *