في زمن( الضبابية) و ( تشابك ) الامور ، وعدم تمييز الحقيقة ، لابد ان تكون هناك وقفة جادة وثاقبة من قبل أصحاب العقل تجاه القضايا المصيرية للبلد، وذلك للخروج من الظلام الذي أوشك ان يكون حالكا.
تناقلت وسائل الاعلام المختلفة خلال الأيام القليلة الماضية ما أطلق عليه (تسريبات) منسوبة للسيد نوري المالكي ، حيث كشفت هذه التسريبات الصوتية ( تهجم) المالكي على عدة جهات ولعل الجهة الابرز التي تم التهجم عليها هي شخصية السيد مقتدى الصدر، وقبل الحديث عن هذه التسريبات ، وكيف كان موقف او تعاطي السيد نوري المالكي والسيد مقتدى الصدر معها، لابد ان نعرج قليلا ونعرف معنى التسريبات ، حيث من المتعارف عليه ان التسريب او التسريبات هي ( شواذ) ، فنقول على سبيل المثال ( ان السيارة لاتسير جيدا بسبب تسريب كهربائي)، أو نقول ( ان الماء تدفقه غير قوي بسبب تسريب في الانبوب او المغذي الرئيسي) ، وغير ذلك الكثير، ومن خلال هذين المثلين تبين ان التسريب او التسريبات عبارة عن ( شواذ) ،وبالتالي فأن الشواذ خارج القاعدة ، لذلك يجب عدم التسليم لحكم ( الشواذ)، باعتبارها خارج العقل والمنطق.
لقد ابتلى العراق بالكثير من ( الشواذ ) الذين يحاولون وبكل الطرق ان ( يشعلوا) نار الاقتتال والخراب بين أبناء الوطن الواحد، وهذا واضحا من خلال قيام ( الشواذ ) بنشر ( تسريبات) ، منسوبة الى السيد المالكي يتهجم فيها على السيد الصدر، كما اشرنا قبل قليل، وهنا يتبادر الى ذهن كل عاقل وصاحب بصيرة السؤال التالي
كيف تم الحصول على هذه التسريبات ونشرها؟
الجواب لهذا السؤال يكون على شقين،
الشق الاول للجواب، ان الذي قام بنشر هذه التسريبات هو مقرب جدا من المالكي ، بل ويعتبر ثقة للمالكي، بحيث استطاع تسجيل كل حديث المالكي بمنتهى السهولة، وفي نفس الوقت قام هذا المقرب والثقة بخيانة صاحبه ، ونشر هذه التسريبات، وهو بعمله على تسريب حديث المالكي، دلالة على انه شاذ وليس اهلا للثقة.
الشق الثاني ، ان الذي قام بنشر التسريبات بعيد كل البعد عن السيد المالكي ، وقام بعملية النشر وفقا لاوامر وتوجيهات من مصادر اخرى لقاء ثمن بخس، او امور اخرى، وفي الحالتين فأن من قام بالتسريبات بعيد كل البعد كونه شخصا سويا،لذلك لايجوز الاهتمام او الاخذ باعمال شخص شاذ وغير سوي.
من جانبه نفى السيد المالكي مانسب إليه؛ وذلك من خلال بيانات له ولحزب الدعوة، وأكد( المالكي ) انه لا علاقة له بهذه التسريبات المفبركة والمزيفة على حد قوله، وانه يكن احترام وتقدير كبير للجهات التي اتهم انه هاجمها او نال منها حسب التسريبات.
والمهم جدا في كل هذه القضية ( تغريدات) السيد مقتدى الصدر الذي تعامل مع هذه التسريبات بعقلية واسعة ، تدل على أصله الطيب، وهو ابن العائلة الطيبة المباركة، وحقيقة ان السيد الصدر واعي جدا لأعمال وأهداف (الشواذ ) ، وأكد خلال تغريداته ، ان صوت الوطن اعلى من اي صوت اخر، وبقوله هذا اكد السيد الصدر وطنيته وحبه للعراق شعبا وارضا، وانه لم ولن يسير وراء ما تقوم به بعض الأصوات الشاذة لخلق( فتنة)، وجر العراق الى اقتتال داخلي.
لقد تعودنا على انه لاخوف من اي ( فتنة) بوجود عقول راجحة وحكيمة، ولله الحمد ان العراق لايخلو من العقول الراجحة.
وخلاصة القول اذا كانت( التسريبات مزيفة )وغير حقيقية فأنا متأكد سوف لن تمر على العقول الراجحة.
وأما اذا كانت ( التسريبات حقيقية) فإننا نطلب من السيد نوري المالكي ان يقدم اعتذاره وان يكون بمستوى المسؤولية وهو أهل لها، والاعتذار صفة من صفات الرجل الشجاع ،وكلنا امل ان المالكي لاتنقصه الشجاعة.
وفي المقابل نحن على ثقة كبيرة؛ ان السيد مقتدى الصدر سوف يقبل الاعتذار ويسامح، لانه سليل البيت الطاهر ، وابن رسول الله (ص) الذين كان يدعو الله تعالى بأن يسامح ويغفر لمن اساء إليه.
في آخر كلماتي هذه اود ان أوجه سؤال الى أبناء العراق والى القراء الكرام رجال ونساء، والسؤال هو
لماذا تم اختيار هذا الوقت لنشر هذه التسريبات، سواء كانت حقيقية او مزيفة؟ لماذ؟