الحكومة خرساء ، والبرلمان صامت والاحزاب في عوالم اخرى ..الكل بعيداً عما يواجهه الشعب من معانات وتهديدات واستهداف.
اما كان الاجدر بالبرلمان العراقي ان يعقد جلسة
طارئة ، اما كان على الحكومة ان تعقد جلسة لمناقشة هذه التداعيات الخطيرة والتجاوزات على ارواح العراقيين..اما يكفي سيل الدماء.
في دهوك (مصيف برخ ) عراقيون من انحاء العراق مسافرين يقضون بعض الساعات للتنزه والراحة بعيدا عن العمل والاجواء الحارة وبعيدا عن التوترات اليومية يتعرضون لقصف وقتل بدم بارد دون جفن يرف من السلطات العراقية وكاننا خلقنا لنموت في الحياة مرتين .
لماذا هذا الهوان وهذا الذل والاستسلام لهذا المصير الذي تفرضه علينا الارادات الخارجية ،ولماذا الصراعات تدخل ضمن حيز الحدود العراقية ويدفع ثمنها العراقيون ، وكانما تصب عليهم المصائب صبا.
تمتلك الحكومة اوراق ضاغطة ممكن استخدامها ضد دول الجوار التي تحاول ان تميتنا عطشا وتسلب ارواحنا ، لنعاقبها ونستغني عن اشياء كثيرة ونتوقف عن الاستيراد منها بدلا ان نكافىء هذه الدول حينما نستورد منهم بستة عشر مليار دولار سنويا لكي يذبحوننا ويقتلوننا .
الموقف بحاجة الى وقفة جادة تجاه هذه التجاوزات وان لانكتفي بالاستنكار والشجب تجاه مثل هذه الجرائم التي تستهدف سيادتنا وتهدد حياتنا .
من الملام هل هي الحكومة ام البرلمان ام سياسة الحكومة الخارجية ،هل هي الاختلافات وخلافات المنظومة السياسية ، اين تكمن العلة ، ولماذا تهمل الحكومة ومن بيدهم سلطة القرار الشعب الذي عاني ويعاني وسيعاني في ظل طبقة سياسية فاقدة للضمير وفاقدة للمصداقية وفاقدة لشرعية تمثيلها للشعب العراقي لانها لم تقدم ما يثلج قلوب الشعب وماوراءها الا البلاء والموت والفقر والضياع .
الطبقة السياسية بسلطاتها ستكون في وادي وسيكون الشعب في وادي اخر وستكبر الفجوة وحينها لن تنفع كل محاولات ترضيته ومحاولة اغراءه بقرارات وهمية ووعود كاذبة لان هذا الشعب لن يلدغ اكثر من مرة وحينها لاتنفع الندامة وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.