عبارة يرددها الرئيس الأمريكي بايدن كثيراً ويتحدث بها دائما سواء في زياراته أو في المؤتمرات التي يحضرها ويرددها من بعده قادة دول أوربا ولا ادري ما هو مفهوم النصر عند الرئيس الأمريكي وقادة اوربا بعد ان سيطرت قوات بوتين على لوغانسيك كلها وأصبحت أغلب مدن إقليم دونباس شرق أوكرانيا تحت قبضتها وهي ماضية في السيطرة على ماتبقى من دونيتسك لتكمل السيطرة على كل شرق أوكرانيا وشاهد العالم كيف سيطرت القوات الروسية على هذه المناطق وغيرها شرق وجنوب شرق أوكرانيا وكيف تم تدمير أكثر القواعد الجوية والدفاعات الجوية وأسلحتها الجيش الأوكراني الثقيلة ومخازن عتاده ومقرات قيادته ودمرت اغلب الأسلحة التي تأتي لأوكرانيا من أمريكا ودول حلف الناتو وبعضها تم تدميره حتى قبل ان يصل الى القوات الأوكرانية وسبق وان اعترف احد القادة الأوكرانيين ان أوكرانيا تخسر في معاركها كل يوم (100) قتيل ومئات الجرحى أي ان القوات الروسية أخرجت من الخدمة فرق وألوية عديدة وهذه الخسائر الكبيرة لها تأثير كبير على القوة التالية للجيش الأوكراني وعلى معنوياته ولن تنفع مليارات الدولارات التي تقدمها أمريكا والدول الغربية كأسلحة أو أموال في إنقاذ موقف الرئيس الأوكراني الذي وضع نفسه ودولته في ورطة ودوامة كبيرة وبل ومطحنة لقواته ودمار كبير للبنى التحتية للمدن ضاناً ان أمريكا والغرب سيقاتلون نيابة عنه وها هو في الميدان وحيدا يتلقى الهزائم الواحدة تلو الأخرى وقد تسبب في دمار كبير لبلاده ولشعبه الذي تشرد منه أربعة ملايين لجئوا الى دول الجوار وهجرت ملايين أخرى داخل أوكرانيا ودمرت المنازل والبنى التحتية للمدن وقتل عشرات الآلاف من العسكريين الأوكرانيين وجرح أضعافهم ناهيك عن خسائر المدنيين كل ذلك من اجل المصالح الأمريكية والغربية لا من اجل مصلحة أوكرانيا وشعبها ولو فكر الرئيس الأوكراني بمصالح شعبه وبلده لنفذ اتفاقات منسك ولجنب أوكرانيا وشعبها هذا الدمار والخراب لكنه انساق وراء أمريكا والمشكلة انه لازال يعول على أمريكا والدول الغربية في إنقاذه من الورطة التي وضع نفسه فيها ويعول على العقوبات الأمريكية والغربية للتأثير على موقف روسيا هذه العقوبات التي أعلن أكثر من خبير اقتصادي ان تأثيرها على الدول الغربية كبير جداً وما ارتفاع أسعار الغاز والبنزين والنفط والمواد الغذائية في كل الدول الغربية وما التضخم الذي ضرب هذه الدول وما عودة ألمانيا وغيرها الى استخدام الفحم الحجري في تشغيل محطات الطاقة المعامل وإغلاق العديد من الصناعات كما صرح وزير الاقتصاد الألماني إلا الدليل الكبيرعلى تأثير العقوبات على هذه الدول وسيتصاعد هذا التأثير كلما طال أمد الحرب.
منتصر ومغلوب
ان الحرب خسارة كبيرة لطرفيها لكن يبقى دائما هناك منتصر ومغلوب فماذا يسمي الخبراء العسكريون الأمريكان والأوربيين سيطرة الجيش الروسي على شرق وجنوب شرق أوكرانيا والقادم أكثر؟أليس هذا انتصار بالمفهوم العسكري؟ فكيف يتحدث الرئيس الأمريكي ومن خلفه يردد قادة اوربا أنهم لن يسمحوا لبوتين بالانتصار,وهل سينسحب بوتين من كل هذه المناطق قبل أن يفرض شروطه ؟ لقد اخطأ الأمريكان والغربيين عندما اعتقدوا ان بوتين بعد ان توجهت قواته الى العاصمة الأوكرانية ان هذا هو هدف بوتين السوقي لكن في الحرب مناوره وفي الحرب تغيير للخطط لقد دفع توجه القوات الروسية الى كييف الأوكرانيين لنقل قواتهم الكبيرة وخصوصاً قوات النخبة الى كييف لحمايتها وتركت اغلب أماكنها في شرق وجنوب البلاد وسرعان ما غيرت القوات الروسية وجهتها واتجهت جنوباً وشرقاً نحو خيرسون ولوغانسيك ودونيتسك وهذا هو الهدف السوقي لبوتين نعم لقد واجهت القوات الروسية قوات أوكرانية تدافع عن أماكنها لكنها لن تصمد طويلا أمام القوة النارية الضاربة للجيش الروسي ومنها الصواريخ والقوة الجوية والقوات البرية وسرعان ما تركت دفاعاتها وانسحبت من المدن المهمة لتسقط الواحدة تلو الأخرى في قبضة القوات الروسية التي سيطرت على أعلب مناطق إقليم دونباس وبذلك يصبح البحر الأسود تحت السيطرة الشبه مطلقة للقوات الروسية وتصبح الجمهوريات الانفصالية التي تم احتلالها منطقة عازلة بين روسيا دول حلف الناتو وهذه هو الهدف السوقي للقوات الروسية الى الآن وهو انتصار كبير للقوات الروسية ولبوتين بالمفاهيم العسكرية لكنه غير ذلك في مفاهيم بايدن وقادة الدول الغربية الذين ضلوا يعولون على العقوبات الى أن استسلموا للأمر الواقع داخلهم وبدئوا يتكلمون مشاكل الطاقة بعد ان قللت روسيا الغاز عن دولهم ويتحدثون عن أعمار أوكرانيا وتخصيص المبالغ اللازمة للأعمار وستدفع اوربا الكثير من الأموال وسيزداد التضخم فيها وترتفع أسعار كل المواد الأساسية وسيأتي الشتاء القادم على أوربا يحمل معه مصاعب ومشاكل جمة بسبب نقص إمدادات الغاز والنفط من روسيا وها هي ألمانيا عادت لاستخدام الفحم لتوليد الطاقة وأغلقت العديد من مصانعها وسرحت عمالها ومثلها فعلت دول أوربية أخرى وهذه الأمور لها انعكاسات على الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي والبيئي ناهيك عن الارتفاع الكبير في أسعار الوقود والسلع الاستهلاكية والمواد الغذائية مع ارتفاع نسب التضخم في هذه الدول الى أرقام كبيرة,إذاً رهان أمريكا ودول حلف الناتو على العقوبات على روسيا وعلى المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا لإطالة أمد الحرب كفيلاً بوقف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بات لا يجدي نفعاً وان روسيا ماضية في عمليتها حتى تحقق جميع أهدافها كما أعلن بوتين أكثر من مرة وعندما تسيطر روسيا على شرق وجنوب شرق أوكرانيا بأكمله فهو النصر بعينه.