رحل سلطان الطرب محسن فرحان ، رحل فارس الاغنية السبعينة الذي صاغ اجمل الالحان المعبرة ترجم من خلالها واقع الانسان العراقي وهمومه . رحل الملحن العبقري الذي استطاع من خلال انغام الحانه ان يدغدغ قلوب العاشقين . فكل اغنية له اصبحت قصة عاشها الكثيرين ولازال يعيشها اخرون. فكانت الحانه تدخل بيوت العراقيين بدون استئذان لتعلن لحن الخلود تطلقتها روح فرحان العاشقة وهي تلقي التحية للوطن واهله بصوت حميد منصور. بيامسيت العافية عليكم يا اهلنا .. وتارة بصوت حسين نعمة وغريبة الروح..لا طيفك يمر بيها.. ولا ديرة التلفليها.. ولااحد منا ينسى طير الحمام الذي يسافر.. ويرسل لاحبابه السلام .. بصوت الكبير رضا الخياط .. واغاني خالدة بصوت قحطان العطار. شگول اعليك.. اگول انساك روحي وياگ ..وانابهجرك شحيح الماي يافيض .. واه يا زماني صد اونساني حبيبي .. و يكولون غني بفرح.. ولو غيمت دنياي.. و زمان..يا زمان..الشمس تنسة ضواها بيا زمان.. واغاني خالدة بصوت سعدون جابر مثل :هلك وين ينجوى .. والبارحة هاجت اشواك العمر ..وعيني عيني..لتعاشر البذات والمالة تالي .. ولا تصدك اليحجون عنك وعني وعشرات الاغاني التي لاتنسى .مثل انه المالوم ..و ما نامت الليل عيني بغيابة مساهرة ..و عيوني مانطره لدربهم وغيرهم من اجل الالحان .

ها قد اتى يوم الرحيل وانت محمول على اكتاف الاحباب والاصحاب .. وها هو رفيق دربك سعدون جابر يودعك بالدموع وينعاك عند مدفنك فينشد ياابا ميديا ..حرامات العمر من ينقضي بساع حرامات .. يضيع الهوى وساعات الوداع حرامات. وينعيك رفيق دربك الطويل الموسيقار فاروق هلال فيقول: ستبقى ذكراك فقيد العراق الخالد لم يغادرنا .فعطائك الثر ستختزنه كل الاجيال لتنهل من ابداعك نغما وخلقا. لتبقى ذلك العملاق السبعيني ألاشم.

وداعآ سيد الالحان وعذب المعشر وملك الاخلاق والذي لا يمكن اختزال الحديث عن تاريخك البهي بسطور . فقد ملاءت سلة سيرتك العطرة بمسيرة حافلة بالعطاء والابداع والانجازات الانسانية التي لاتعد. واولها حبك للعراق .

فعندما توفرت لمحسن فرحان فرص كثيرة للهجرة عن العراق وكم من مكان دعاه فلم يلبي . كان يقول: الكل يرحل وانا لن افارق العراق فهو بيتي الكبير . اتنفس هواءه وارقد بترابه الزكي.. بدونه اموت غريبآ مختنقآ .

انعيك ايها القلب الكبير وتخنقني العبرات وتهمل الدموع وانا اودعك بلحنك الخالد :

ايگولون غني بفرح .. وانا الهموم اغناي .. بهيمه زرعوني ومشو .. وشحو عليه الماي ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *