تمر الايام لا بل تمر السنين أمام أعيننا ولا نشعر بقيمة تلك الايام التي تمضي لا بل كل عام نحتفل بزيادة سنة على أعمارنا و لا نعلم أنها سنة تسرق من عمر والدينا, مر عام واربع أشهر على رحيلك الابدي يا أمي, في البداية دعيني أخبركِ يا أمي اني قد تخرجت واتممت دراستي وكنت سعيدة يومها فهو كان حلمنا أنا وأنتِ ولكن يوم تخرجي يا أمي كان مؤلما, حيث كنت ابحث عنك بين الحضور وكم تمنيت أن أتخيل طيفك ولو من بعيد ظللت ابحث عنكي يا غاليتي, ولكن لم اكن في عالم من الخيال انما أنا في الواقع المر وتذكرت يومها أن رحلتك كانت أبدية ولا عودة منها و تألمت كثيرا يا أمي ولكن هل تعلمين ما كان يؤلمني أكثر هو أنك لستي هنا لتواسيني. أنا أردت أن أكتب الى شبابي الذي احببته كثرا فلي معكي بهِ أحلى الذكريات, وأود أن أعتذر أولا فكل مره احتفلت بعيد ميلادي لم الاحظ قد سرقت سنة من عمركِ أمي, أود أن أعتذر يا أمي لم أكن اتوقع يوم رحيلك حتى في كوابيسي لم يخطر ذلك على بالي, أما بعد فقد أحببت كل يوم من شبابي قضيته معك يا جنتي أنت أعطيتني الكثر يا أمي وهذا ما يؤلمني فلم يكن لدي الوقت الكافي لأعطيك ولو القليل أحبك أمي هل تعلمين؟ أشتاق اليكِ كثيرا يا جنتي, أود رؤيتك كثيرا الان ولو كانت لدقائق وأن كان علي دفعها من عمري, أنا لا أود من أحد فهم شعوري ولكن أتمنى أن يكف من حولي عن طلبهم مني بالمضي قدما والنسيان أو مواساتي بقولهم فلان حصل معه هذا وفلان حصل معه ذاك أو لو نظرتي لفلان ماذا تقولين, عفوا ولكن هذه ليست مواساة فأنتم لا تعلمون كيف أشعر أو كيف سرق شبابي الذي أحببته لوجود أمي فيه, فالمواساة لا تكون بهذا الشكل أنا أعلم الحياة لن تتوقف عند حزني وأحاول الاستمرار ولكن لا أستطيع النسيان, احيانا المواساة بصمت تكون أفضل أن لم تستطع اختيار كلماتك بحذر. أمي بعد رحليك لا احد يستطيع مواساتي فكلماتهم بكل الاحوال مره ليست بحلاوة مواساتكِ لي, أمي كنت أجلس عند قدميكِ فتهرعي لحضني وتقولي (يا يمه نبو حبيبتي شبيج) بود وصوتك الذي يملأه الحنين والدفء فقط حينها أشعر بالأمان واعرف لو وقف العالم كله ضدي لا يستطيع هزمي فأنتِ معي, حينها كانت كل همومي التي أثقلت كتفي وأتعبتني لا تستطيع إجباري على الانحناء أمامها فجنة الله على الارض تحضنني.
مرور الايام
كيف هو شعوري الان وأنا أتمنى رؤيتك ولو كان طيف أتمنى لثواني رؤية وجهك الجميل يا أمي و ابتسامتك التي كانت تجعلني أشعر وكأني أملك العالم بكفي, حينها لم أحتاج للشرح كثيرا فأنتِ كنت تفهميني من نظرة واحده يا غاليتي. رحلتِ يا أمي ورحل شبابي الذي أحببتِه أنتِ معي, رحلتِ ومرت الايام بصعوبة علي من بعدك, رحلتِ ولم تعد ذكرياتنا الجميلة كافية لي فأنا كل يوم أشتاق وأشتاق و أشتاق ومعرفتي أنك يا أمي لن تردي على اتصالاتي أو حين العودة الى المنزل لن تكوني بانتظاري تؤرقني, يا أمي أنا حتى لم أستطع وداعك جيدا أنا حرمت من رؤية وجهك الجميل لأخر مره حرمت من ابتسامكِ يا غالية, حرمت من وداعك الاخير يا أمي. لو كنت أعلم يا جنتي أنها ستكون أخر مره أقبلك بها لما توقفت لو كنت أعلم أن ذلك كان أخر حضن منكِ لما تركتك يومها لو كنت أعلم انها ستكون أخر ابتسامه على وجهك لما تركتك, رحلتِ يا أمي وعند عودتي لم أجدكِ رحلتي ولم يعد هناك من يفهمني أو يعرف ألآمي. أمي أحبك كثيراً فأنتِ شبابي الذي أحببته كثيراً, كوني بأمان مع الله حتى نلتقي.