وانت تنوي الحج لأداء الفرض الخامس من باب الورع والتقوى, أفلم يكن من الواجب عليك أن تنوي الاقلاع عن كل الموبقات والشرور والمظالم التي دأبت عليها في حياتك؟.
يا من أسرفت, وحللًت لنفسك ما حرمته على غيرك, واستمتعت بغير حق بما هو ليس لك, ألم يكن من الانفع لك أن تحرَم أموال الناس واعراضهم عن لسانك ويدك؟.
أفلا تشعر بالحرج من ربك وأنت تطوف بكل همة حول بيت الله الحرام مع أنك تقاعست في الطواف حول قلوب عيال الله من الفقراء والمحتاجين والمعدومين؟.
ألم تشعر بوخزة في ضميرك وانت تهرول ساعيا بين الصفا والمروة ولم تحاول السعي في تلبية حاجات الضعفاء والعجزة ومد يد العون لهم ؟.
ألم يكن الاجدر بك أن تنفر من طغيانك وجبروتك وتنزل من علياء غرورك وعنجهيتك قبل أن تنزل من عرفات وتنفر الى مزدلفة؟.
ألم يخطر ببالك وقبل ان ترجم ابليس اللعين في جمرة العقبة بسبع حصوات أن ترمي ولو بحصوة واحدة شيطانك الذي يسكنك ويحرك أهواءك ويزين لك سوء أعمالك كيفما يشاء, فصرت عبدا لشهواتك ونزواتك؟.
ألم يكن الأولى بك أن تسأل عن حجم الفساد الكبير الذي تسببت به في حياتك بدلا من سؤالك الخطير عن حجم الحصاة التي ترمي بها الشيطان؟.
عزيزي الحاج…. عزيزتي الحاجة: ألم تستح من الله وأنت تؤدي فروض الحج ولم تؤد ما بذمتك من حقوق الناس؟, ألم يخبروك أن الله يعفو في حق من حقوقه, لكنه لا يغفر في حق من حقوق عباده؟, وأنه لن يتقبل منك حجك اذا ما كنت ظالما, أو مرتشيا, أو خائنا للأمانات, أو عاقا لوالديك, أو قائلا للزور؟.
وأنت أيها المسؤول المؤتمن والمقتدر والمشغول بملذات الدنيا والذاهب الى مكة فقط من أجل السياحة والوجاهة والحصول على لقب (الحاج) ألم تر الارامل والايتام الذين لا يجدون قوت يومهم الا في الانقاض والمزابل والذين صاروا جيوشا في بلادنا بسبب وجود امثالك في حياتنا؟
يا من تسببتم بالتعاسة والشقاء لرعيتكم من الناس, هل تعتقدون أن حجكم الى البيت الحرام سيردكم أبرياء؟, وأن تعلقكم بأستار الكعبة وتقبيلكم الحجر الاسود سيقربكم أكثر الى الله؟, ثم ألا تظنون ومن باب التكفير عن ذنوبكم الكثيرة انه كان ينبغي عليكم ان ترجمون انفسكم قبل رجمكم للشيطان, اذ ان بعضكم ألعن واسوأ من كل شياطين الارض !!.