بقلم | الكاتب محمد الكلابي

في الايام الاخيرة جلست مع نفسي جلسات كثيرة تحاورنا فيها و تبادلنا الآراء و اختلفنا حد الصمت ثم ابتعدنا عن الموضوع و سمعنا الموسيقى و اقترحت عليها ان نتأمل مع بعضنا حتى يتلاشى كلينا فاتفقنا وجلسنا القرفصاء حتى سكتت الافكار ثم ابتسمنا و انتهينا.

كنا قد تجادلنا في ترك الكتابة فأنا لم اعد اعرف جدوى الحديث و لم اعد اعرف ما قد ينفع الاخرين و قلت لنفسي بأن تغير قناعات الناس لن يحدث ابدا لأنهم يعشقون انكسارهم و ينتمون اليه و ردت عليَّ نفسي مُحاولة تفسير الانكسار و اسبابه لكنني رأيت امام عيوني وجوها لم يفارقها الغضب لأسبوع واحد و السناً لم تتوضأ من التهجم على الاخرين و عقولا لم تتطهر من الحقد و الكراهية فحزنت و حزنت روحي.

بعد التأمل رأيت صورة شمعة تنير خلفية سوداء و حينها فكرت بأن الشموع تنير لا لأنها تريد ان تزيح الظلام بل لان الاشتعال حقيقتها و ربما تجلس هناك في الظلام مليون شمعة غير موقدة تعلمت ان تشارك الجهل عتمته لكنها كي تعود فتشتعل لا بد لشمعة ان تحترق فيا ايها الناس الذين يجلسون في بلادي عارفين بأن في قلوبهم مكان قادر ان ينير بالمحبة لا تتركوه معتماً و لا تصدقوا أن العتمة طريق الانتماء الى الاخرين ففي العتمة ليس هناك حبيب. تذكروا بأن الخيار دوما خياركم- من يريد ان يبقى في عتمة الحقد و الكراهية و الطائفية و القتل و المسدس و الرشوة و الدم و انتهاك حريات الاخرين سيبقى لكنني سأقف في مكاني شمعة ضئيلة تحترق كي تذكركم بأن في قلوبك و ضمائركم فتيل انسان محب لن يفرح ان لم يحترق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *