هذه المقولة يتداولها القادة العسكريون وربما اختاروها كخطة أو تكتيك عسكري في ميادين الحرب. حتى أننا في كرة القدم كنا نختار أحياناً تكتيك: الهجوم خير وسيلة للدفاع. وبالطبع، فإن الساسة هم الآخرون الذين لا يهملون مثل هذه الاستراتيجية وهم يعيشون حالات تنافس أو صراع دولي.
عندما نشأت الحرب الروسية في اوكرانيا، كنت واحداً من السباقين الى اعتباره دوافعها وحيثياتها على انها حرب استباقية أمريكية!
واليوم، وفي هذه الساعات نشهد توتراً غير مسبوق بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، اشعلته زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الامريكي، الى تايوان رغم التحذيرات، لا بل والتهديدات الصينية. وحين دخلت القوات الروسية الى اوكرانيا، ودعمها انفصال منطقتين عنها واعلان هاتين الجمهوريتين اتحادها مع روسيا، ناهيك عن ضم روسيا لجزيرة القرم، بدأ الحديث ان هذه المناسبة ستدفع الصين الى السيطرة على تايوان واستباق اعادتها لها باعتبارها أرضاً صينية، لكن الصين المتأنية لم تقم بذلك ولم تنجر الى الاغواء. غير ان للولايات المتحدة الامريكية، وهي تشهد النهوض الصيني اقتصادياً وعسكرياً لا تحب الانتظار حتى يفوت الأوأن وتصبح الصين الدولة الاولى اقتصادياً في العالم، وربما القوة العسكرية العالمية متجاوزة نفوذها الاقليمي، وحينها لا ينفع الندم. بيد ان ايقاف هذا النهوض لن يتم دون تخطيط وتكتيك واستعداد للمخاطرة بعد الاستفزاز، وهو ما تمثله، زيارة بيلوسي لتايوان. ان ما صدر عن الخارجية الصينية بخصوص الزيارة من شجب وتهديد وما يمكن ان تقوم به من عمليات عسكرية لاجمة للتفكير باعلان الانفصال والاستقلال وقطع الطريق عن من يؤيد ذلك، وما تمثله ردود الفعل الامريكية التكتيكية وما تضمره من مواقف انما يؤسس لمرحلة أقل ما يقال فيها انها مرحلة عدم استقرار وحرب باردة اقتصادية بالدرجة الاساسية وهو ما يؤذي الصين اكثر مما يؤذي الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الاوروبيين وغيرهم.
أما احتمال التصادم العسكري المباشر بين الصين والولايات المتحدة الامريكية فهو احتمال ضعيف جداً، لأنه سيعني لا محالة حرباً عالمية تحرق الاخضر واليابس وهو ما لا يريده الطرفان وحلفاؤهم