تمر هذه الايام ذكرى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه في العاشر من محرم الحرام وهي ذكرى تستحق ان نفتخر بملامحها البطولية كشعوب اسلامية بشكل خاص والانسانية بشكل عام وذلك للموقف الجهادي الشجاع الذي وقفه الامام الحسين بوجه الطاغيه الفاجر يزيد بن معاوية بن ابي سفيان. عندما ثار الحسين كان معه نفر قليل من اهل بيته واصحابه فكانت ثورته انتصارًا للحق وللمبادئ والمثل والقيم الاسلامية التي انزلها الله عزوجل على جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فكان لهذه الثورة وجهان وجه مشرق ووجه مظلم. فالوجه المظلم لثورة الحسين هو الظلم والطغيان والبطش والتقتيل الذي مارسه جيش الطاغيه يزيد ضد الامام واهل بيت النبوة الذي فرض الله علينا كمسلمين محبتهم وطاعتهم حيث قال في محكم كتابه الكريم (قل لا أسألكم عليه اجراً آلا المودة في القربى) وقال رسولنا الكريم. ص. (مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هوى) فالطاغيه يزيد تربع على كرسي الخلافة ظلمًا وبهتانا فماذا نفذ من أمر الله عزوجل وماذا صنع بريحانة رسوله. ص. والذي قال عنه (حسين مني وانا من حسين) وقال أيضا (الحسن والحسين سيدًا شباب اهل الجنة)اننا في الوقت الذي نستذكر فيه هذه الأحداث المأساوية الدامية والحزينة التي مرت بآل بيت الرسول. ص. يجب ان نتذكر الوجه الثاني لثورة الحسين. ع. وهو الوجه المشرق لها الذي يعبر عن البطولة والشجاعة الفذة التي وقفها الامام بوجه الطاغيه يزيد وجيوشه مجسدًا بذلك ايمانه العميق الذي لا يتزحزح بعقيدته الاسلامية ودفاعه المستميت عنها مضحيا لأجلها بحياته وحياة عائلته وأصحابه. فحين خرج الأمام الحسين من المدينة متوجهًا الى أرض كربلاء كان يعلم حق العلم بأن دمه ودم انصاره مهدور لا محال وأنه ذاهب لملاقاة وجه ربه في جنان الخلد. وان اعدائه هم اعداء الاسلام مكانهم جهنم وبئس المصير ولقد قال عليه السلام قولته المشهورة (اني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدًا وظالما أنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله)والآن لنستعرض مكانة الطغاة والحكام المستبدين عبر التاريخ اين هي قبورهم ان وجدت فإنها بلا شك في الخرائب المهجورة وفي مزابل التاريخ. ولنرى مكانة الرجال العظام أصحاب الرسالات السماوية وخاتمهم نبينا العظيم محمد. ص. واهل بيته واصحابه ومحبيهم فأنهم خالدون في قلوب الناس وضمائرهم وان قبورهم تزهو وتعجً بالزائرين. فالطغاة عبر التاريخ مهما اختلفت أساليب بطشهم وقهرهم فانهم زائلون ومكانهم في جهنم وبئس المصير ولعنهم الله في الدنيا والاخرة.
وبهذه المناسبة أتمنى من كآفة اخوتي العراقيين ان يتكاتفوا ويرصوا صفوفهم من إنهاء استبداد حكم الطبقة السياسية الفاسدة التي نهبت أموال العراق منذ سقوط حكم الدكتاتور الظالم ولحد الان. لقد نهج الطاغية المقبور نهجا استبداديا في قتله واراقته لدماء الكثير من الأبرياء حتى نال جزاءه العادل وليكون مكانه مزبلة التاريخ. قال الله عزوجل في كتابه الكريم. (من قتل مؤمنا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها ولعنه الله وغضب عليه وأعد له عذابًا عظيما). اليوم ملايين الجياع تحت خط الفقر وهم ينتظرون الاصلاح بعون الله.
{ سفير