موضوع للمناقشة والحوار:
خطابان اعلاميان يتجاذبان الأزمات في العراق..خطاب من صحفيين ومثقفين عراقيين يقيمون في الخارج،يعيشون في ظل ظروف مريحة وآمنة نسبيا ،غير مهددين في حياتهم ورزقهم ومستقبلهم..يتميز خطابهم بالحدة والتجريح والشماتة،يوجهون سهام نقدهم ضد رموز السلطة ويتناسون الإرهاب وجرائمه ضد الأبرياء ومن يقف وراءه داخليا وخارجيا..بعضهم ولا اقول كلهم، متهم بالرشوة من قبل اعداء العراق، وكثير منهم انساق وراء انفعالاته بدون رادع ووزع شتائمه دون خشية،وراح يوجه نصائحه عن بعد، وهؤلاء اقول لهم:اذا كنتم تحبون العراق فعلا تعالوا وشاركوا في العملية السياسية لعلنا نجد فيكم الكفوء النزيه فتنقذون البلاد،واذا اصررتم على الاقامة في اماكنكم الهادئة فليكن خطابكم هادئا ولا ترجموننا باحجاركم،ان لدينا ما يكفي من المصائب!!
الخطاب الثاني يأتي من الداخل، وهو خطاب منقسم متشرذم،هناك فئة مع وفئة ضد،وكل فئة تتهم الأخرى بالعمالة والفساد والاجرام..وهذه الحالة تمثل امتدادا للانقسام السياسي والتوتر الطائفي،فضلا عن الانتماءات الحزبية والمناطقية..لكن خطاب الداخل اقرب الى حرارة الواقع الملتهب،وأصدق في التعبير عن هموم الناس..لذلك يظل خطاب الداخل اقرب الى الحقيقة،لو توفرت فيه الروح الوطنية والمهنية!
لا يوجد خطاب اعلامي عراقي وطني موحد مع الاسف،وهو ما يجعل الخلافات السياسية تبدو اكثر تعقيدا..اتمنى على المؤسسات والشخصيات الاعلامية الدعوة الى وضع ميثاق شرف اعلامي،يعبر عن مطالب الناس ورغباتهم المشروعة،ويضع حدودا واضحة بين الكلمة المأجورة والكلمة الحرة الصادقة!
اقول لأصدقائي الاعلاميين،اتقوا الله في دماء الأبرياء، لأن كلماتكم وفضائياتكم المتورطة في خطاب التفرقة والتعصب والكراهية تتحول على ايدي الإرهابيين إلى مفخخات ولاصقات وكاتمات،تستهدف حياة الجميع، بدون استثناء!!!!!