حين يكون المرء محترفاً الحفر ينتهي به الأمر الى الأعتقاد أن الأشياء لابدأن تلتقي في مركز الأرض ، ولكثرةالحفر والنبش من رجال الدولة العميقة فقد أوشك البلد على الأنهيارأذ لم ينقذه الأخيار(عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون والكتابة والقوالون والمغنون النشاز والشعراء النّظامون والمتصعلكون وضاربوا المنّدل وقارعوا الطبول والمتفقهون وقارئوا الكف والطالع والنازل والمتسيّسون والمدّاحون والهجائون وعابروا السبيل والأنتهازيون )هذاماروي عن أبن خلدون،في الواقع لاندري ، أنحن على طهارة أم نجاسة لأننا بين فسادعام وخاص، فساد سياسي كبير وفسادأداري صغير أبتزازمن أعلى وآخرمن أسفل،رشوة للحوت الكبيرومثلها لجرذ صغير،لم تبق سارقة أو مارقة حتى مارسها الخائبون ولم تجد الدولة نفسها إلاعاجزةعن فرض الأعتراف وبأستقلال عمايدورعلى أرضها ، في الغرب الثروة هي المدخل الى السلطة وفي بلادنا السلطةهي المدخل لتحقيق الثروة وهذاعلى خلاف القصدالأسمى للشريعة الاسلامية (درء المفاسد ، وجلب المصالح) فأينما وجدت المصلحة فثم شرع الله ورفع الحرج وأتقاء الضرر إلا ان الله سبحانه قيض للمظلومين أن يدرك رجال ما قرره الدستور الأصلي (القرآن) من مباديء العدالة والحق حين خاطب الذين يعلمون،يعقلون،يتدبرون ،يفكرون و يبصرون فأين كل هؤلاء؟ربما كان الكلام مؤلم وحزين وحتى لاتكون نهايته مأسآوية فأني أسيق لكم هذه البشرى أذ قررت وزارة التجارة بيع الصمون المدعوم باكشاك جميلة في شوارع بغداد وقدلايمروقت طويل حتى نراها(الأكشاك) قد تحولت مساكن مريحة للحيوانات الضالة والسكارى.