النظام الإنتاجي يسعى للربحِ والتميزِ والاستمرارِ وصولا للريادةِ والسيطرةِ لذلك فهو يمر بمراحلٍ متعددة لتحقيقِ السمعة والعلامة التجارية المنافسة، أهم هذه المراحل واكثرها حسما هو الوصول الى نقطة التعادل وهي النقطة التي تتساوى فيها الايرادات مع النفقات اذ ان تخطيها يحقق الارباح ويزيد الحصة السوقية ويعطي المنظمة فرصة للبناءِ والتمددِ، وفي حال عدم تمكنها من الوصولِ الى نقطةِ التعادل فانها تبدأ بالتأكل من الداخل حتى تعلن تدهورها وانسحابها من السوق.
هذا ينطبق على اي نظام سياسي ناشئ أو عتيد، لان قدرته على الاستمرارِ والاستقرارِ مرهون بقدرتهِ على انتاجِ سلطات قادرة على تحقيق نقطة التعادل في توزيعِ الثروات وتقديم الخدمات ورعاية الطبقات الهشة ودعم التعليم والاهتمام بالصحة ورد المظالم والتوازن في العلاقات الدولية لتكون نقطة الانطلاق للازدهار والاستدامة، لان هذه النقطة هي الحد الادنى التي تمكن النظام من البقاء على قيد الحياة ولديه القدرة على الاستمرار وحفظ التوازن وحل المشكلات، اما التراجع عن هذه العتبة فهو يعني زيادة النفقات والاضطراب والاهمال وضنك العيش وصولا للتناحر والانهيار.
# النظام السياسي قواعد وسلوك، الاولى يمكن ايجادها في المدونات أو البيانات أو المؤتمرات ولكن الثاني هو الذي يظهر مدى التزام اطراف النظام السياسي بهذه القواعد وتطبيقها وصولاً للاستقرارِ.