تعاقبت الأجيال على الإفادة، من فهم معطيات واقعة “الطف 61 هـ” خاصة الشباب في مستهل بلورة رؤاهم الحياتية وتسيير شؤون سلوكهم الإجتماعي، فالدرس الأول الذي يتلقاه الشاب، من بين عبرات أهله، وهم يبكون أبا عبد الله الحسين.. عليه السلام، هو اللا مبالاة بالموت، عندما يكون نظيراً للفساد.
رجح الحسين بدمه كفة الإصلاح على الفساد، وأحبط سلطان يزيد بن معاوية الذي ظن الخلافة دالت له، بقتل الحسين وأهله وأصحابه، لكن الواقع أثبت أنه مهزوم معنوياً ومادياً وشرعياً.. بحكم دستور القرآن، وأن خلافته قامت على الجماجم والدم، بل الدولة الأموية كلها، واصلت السلطة بالجماجم والدم، الذي كان يراق حتى في الكعبة نفسها.. خناجرهم تحت ثيابهم ومن بين الطائفين يسقط مرصود أوصى الخليفة بقتله أو العكس.. من أتباع السلطة قررت المعارضة إغتياله.
لم يقر ليزيد قرار.. لا في الدنيا ولا احدين، بعد إستشهاد الحسين.. عليه السلام.
وتلك كلها أضاءت دياجير الظلام، أمام الأجيال المتطلعة الى فهم حقيقي لمعاني التاريخ.
فهمت أجيال الشباب.. على مر الحقب الزمنية والدهور، قيمة الموت الذي يسر الصديق ويغيظ العدا؛ فإمتثلت لهذا الفهم وطبقته في حياتها لتزهد بالمعوقات وتترفع عن المغريات إذا أريد بها المساومة بين الحق والباطل، لهذا أجدنا.. كجيل جامعي شاب، لم نعد نقلق إلا في سبيل إرساء دعائم الحق وإقتلاع الباطل من واقع مجتمعنا، وأتمنى أن نفلح في هذا الزمن الملتبس.
ومن جانب آخر، أعطت واقعة الطف، للمرأة دوراً فاعلاً؛ إذ كانت العقيلة زينب.. عليها السلام، خير سند لأخيها الحسين.. حياً وشهيداً.. طمأنته الى أن عياله لن يمس بوجودها، وعندما جيء بها أسيرة.. عبر مسيرة ثلاثة أيام من كربلاء الى دمشق.. عطشى وجائعة، تاركة جثث إخوتها وأبناءهم شهداء؛ لتواجه يزيد بن معاوية، بقوة وجلد، قائلة: بنا هداكم الله.. أيها الدعي إبن الطلقاء”.
من قوة زينب.. بطلة كربلاء، يجب أن تتعلم البنات العفة والصلابة بمواجهة المحن، خاصة وأن العراقيات.. منذ 14 تموز 1958 الى اليوم، يعشن طفاً مفتوحاً على المآسي التي تتوارثها حكومة عن حكومة.
لذا أتمنى على قراء المنبر الحسيني، أن يتخذوه منصة إيمانية لتعريف الشباب كيفية الإقتداء بأبي الشهداء الحسين.. عليه السلام.