يكاد يتفق الجميع أن أزمة المياه تتفاقم يوماً بعد يوم، ومع انخفاض مناسيب دجلة والفرات المستمر، وشحته في بعض المناطق والمدن، يجعلنا أمام مسؤولية خلق وعي مجتمعي لوقف الهدر والإسراف في استعمال المياه وبغض النظر عن الاجراءات الحكومية التي هي دائماً متأخرة عن الركب!
ولعلَّ من سلوكيات الإسراف في استعمال المياه:
_تنظيف الشوارع بشكل يومي وربما (على وجبتين صباحي ومسائي)؛ وذلك بالاكتفاء بالماء المتدفق من (الصوندة) دون الحاجة إلى استعمال (مكناسة)، والسعي (بجهود جبارة ومباركة) لدفع كلّ ذرة غبار ورمال لاسيما بعد العواصف الترابية والرملية، ودائماً ما تقوم به (ام علاوي)، وهي خلف ستارة باب البيت الرئيسي، ممَّا يجعل مهمة المسكينة صعبة للغاية، أي تحقيق النظافة والستر معاً!
– اما (ابو حمودي)، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة، فهو مضطر لربط (المبردات) بحنفية الماء مباشرة، وترك (مبردته المدللة) لاسيما في أثناء الليل تأخذ ما تحتاجه من الماء حتى لو فاض الشارع أو نشفت (خزانات المنطقة) أو حتى لو جف دجلة والأهوار، فالمهم أن يبقى( ابو حمودي) يتصفح في جواله ليلاً وهو مستلقي على سريره على هواء مبردته!
_ ولا يمكن أن ننسى (ابو جبار) بائع السمك في السوق الذي انقض على فريق التوعية( بالطبر)؛ عندما نصحوه بعدم الإسراف؛ فالرجل هدفه السامي هو بقاء (سمكاته تلبط) في الماء.
– وأخيراً (توتة) التي لا تسرف في استعمال الماء إلا عند تنظيفها (بزونتها المندفشة وكلبها المدلل)، بالبانيو، وتغير ماءه لمرات؛ لتبقى (قطتي وكلبي) نظيفاً بلا براغيث و بلا رائحة فضلات!