في خضم هذة الصراعات والاعتصامات الجارية الان ، فان اوساط كثيرة تتحدث عن ضرورة الاسراع باجراء انتخابات او تشكيل حكومة على وجه السرعة الى غير ذلك مما نسمعه في هذة الايام ،،، ولكن السؤال الحقيقي والمشروع ،،، هو حتى اذا جرى الاتفاق على حل البرلمان وجرت انتخابات مبكرة وجرى ايضا الاتفاق على تشكيل حكومة وشكلت هذة الحكومة المزعومة من هذا الطرف او ذاك ،،، فهل ياترى سينتهي مسلسل تدمير العراق ؟؟!! ،، وستنتهى مأسي ومشاكل العملية السياسية وسينتهي الفساد وتعود الدولة العراقية الى سابق عهدها (ولا نقصد النظام السابق) ولكن العهود الذي سبقته ؟؟!! ،، لقد جرت ستة انتخابات وشكلت حكومات ، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟!! وهل جرى تغير حقيقى لصالح الدولة او المواطن ؟!! ، وانما الاوضاع من سيئ الى اسوأ ،،، ان كل هذة المساجلات والمناكفات والصراعات والاجتماعات والتجمعات والمسيرات والاعتصامات واللقاءات والتصريحات والشعارات والخطب وكل الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها هذة القوى المتصارعة ، والتي سأم الناس منها وازعجت عموم العراقيين ، كلها لم تأتي بشئ يذكر او حل حقيقي لاسباب المشكلة والكارثة التي نعيشها ،، منذ النظام السابق او عند مجيئ النظام الحالي ،، ان الحل الحقيقي والمنطقي ، هو معالجة اساس ومسببات هذة الاوضاع المأساوية ومعرفة وتشخصيص عوامل صيرورتها ومن اوصل العراق والدولة الى هذو النكبة وهذة المأساة ،، لقد اصبح واضحا ان هذا الانهيار الحضاري والخراب الذي مضى عليه اكثر من اربعين سنة ، لا يعود بسبب شكل النظام وعنوانه ،، ولا الاتجاهات الايدلوجية الخاصة بالاحزاب العاملة ،، ولا بالانتماء العرقي او الطائفي لرأس النظام او الهيئة الحاكمة ،، وانما يعود بالدرجة الاساس وبشكل رئيسي الى الخلفية الاجتماعية والاسرية للحكام الذين استولوا على السلطة منذ انقلاب ١٧ تموز عام ١٩٦٨ والى يومنا الحاضر ، وان اي مقارنة لاوضاع الدولة العراقية منذ تأسيسها في بدايات عشرينيات القرن الماضي والى السبعينيات ،، وبين الاربعين سنة الاخيرة وما حل بالعراق من مأسي ونكبات فان المتابع والمراقب يرى بوضوح الفرق الكبير ،، كالفرق بين السماء والارض ،، فعندما يسيطر على الدولة والعملية السياسية وبأي عنوان كان ، اهل البداوة والتعرب والمتخلفين والجهال الذين يحملون كل عقد وامراض المجتمع كعقد الحرمان والعوز والدونية والتملق والانبطاح (النظام الحالي) وفقدان الجاه والباحثين على الزعامة المجتمعية ، وعقدة الانتقام من المجتمعات الاكثر تحضرا ورقيا واهل العلم والمعرفة من الاساتذة واهل الاختصاص والعلماء والاكادميبن (وهذا ما كنا نشعر به منذ كنا اطفالا صغار ابان العهد الملكي) ،، والمستعدين لسفك الدماء والسرقة والنهب والرشوة والتزوير لتحقيق هذة الاهداف فلا نستبعد كل ماجرى على الساحة العراقية طوال هذة الاربعين سنة العجاف ،، وهذا ما اشرت اليه وركزت علية وشرحت تفاصيلة في عشرات البحوث والمقالات التي نشرتها على صفحتي في الفيسبوك .