في بداية مقالي هذا البسيط المختصر عن رمز وايقونة الشجاعة والوفاء والوعد الصادق الامام العباس عليه السلام، اقول أبا الفضلِ أنتَ البابُ للسبطِ الرسول مثلما أبـوكَ عـليٌّ كـان باباً لأحمدا ((اللهم صل على محمد وال محمد ))
وقد كُتب على مصراعي الباب الفضّي في الإيوان الذهبيّ من روضة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) المباركة أبياتٌ من قصيدة الخطيب الشهير الأُستاذ الشيخ محمّد علي اليعقوبي، منها الأبيات التالية:
هو بابُ الحسينِ ما خابَ يوماً وافـدٌ جـاءَ لائذاً في حماهُ
إنّـهُ بـابُ حطّةٍ ليسَ يخشى كلَّ هولٍ مستمسكٌ في عراهُ
قـفْ بـهِ داعياً وفيهِ توسّل فـبـهِ المرءُ يُستجابُ دعاهُ،
ونستذكر قول الرسول محمد ((صلى الله عليه وعلى اله وسلم ))عن الامام علي ((عليه السلام )) انا مدينة العلم وعلي بأبها فمن اراد المدينة والحكمة فليأتوا من بأبها، اذا من هنا بدأ العلم والمعرفة والشجاعة والوفاء أذن لا نستغرب عندما يكون الامام العباس باب إلى الامام الحسين وهو يقتدي بالرسول جده وعلي أبيه هذا الكمال الرباني هو اساس وجود الدين الإسلامي لولا علم الامام علي عليه السلام،
الذي علمه له الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتضحية الأمام العباس عن أخيه الامام الحسين عليهم السلام، لمًا بقى شيء اسمه دين يذكر ضحى بنفسه من اجل اخيه ورسالته و التضحية بالنفس قد تكون أعلى مراتب التضحية وفيها يبذل الإنسان نفسه وروحه من أجل الحفاظ على قيمة ومعتقداته ووطنه، وهنا أثر هذه التضحية على الناحية الشخصية يترتب على الفرد من الناحية العقدية بالثواب في الآخرة، أما الأثر على المجتمع فيظهر من خلال الحفظ على الأمن والاستقرار،
ومن ناحية أخرى قد تكون التضحية بالنفس سلبية وقيمتها سلبية خاصة عندما تكون التضحية بالنفس في غير مكانها ومخالفة للعام المتفق عليه، وهنا ونتيجة هذه التضحية تنشأ الكثير من الزعزعة في كثير من المجتمعات ولكن تضحية الامام العباس، أكدت الحب الصادق والعقيدة والشجاعة عندما رفض كل المغريات الدنيوية وهنا لقد ورث الامام العباس عليه السلام خصلة الفداء والتضحية والايثار من أبيه الامام علي وأمة السيدة الطاهرة ام البنين عليها السلام، حتى ضحى بنفسه وبروحه لأخيه وامام زمانه الامام الحسين عليه السلام .
ودليلنا على ان خصلة الايثار والتضحية بالنفس قد كانت متأصلة ومتجذرة في شخصية الامام علي عليه السلام، هو ما فعله في المبيت في فراش رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم و فدائه له بنفسه وقد ورث العباس عليه السلام،
هذا النوع من الايثار والوفاء و ((قال الشاعر:
من لم يمت بالسيف مات بغيره … تعددت الأسباب والموت واحد،))ولهذا كان أهل الإيمان الكامل هم أشجع الناس، من أعظم أسباب النصر: الاتصاف بالشجاعة والتضحية بالنفس، والاعتقاد بأن الجهاد لا يقدّم الموت، ولا يؤخّره، قال الله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} وقال رسوله الكريم محمد – صلى الله عليه وعلى إله وسلم – قال: ((يا أيها الناس، لا تمنَّوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف)) ان من ارقى وانبل واعظم قصص الاخوة التي سجلها التاريخ تلك الاخوة التي تجسدت في ابي الفضل العباس عليه السلام ذلك البطل الضرغام الذي ترك بصمة لم يشهد العالم لها مثيل في الوفاء والتضحية والحب الذي لا نظير له، ان العشق الذي كان يحمله ابو الفضل عليه السلام، هو عشق إلهي نابع من الايمان بالمعشوق، ولذا كانت النتيجة ان اصبحت خوة العباس مثالاً للخوة الحقيقية، واصبح اليوم باباً من ابواب الرحمة لله حيث عندما نسمع باسم العباس يتبادر الى الذهن الاخوة… زينب والحسين عليهم السلام فكل من يدخل ضريحة يدعوه بالخوة.والتاريخ يعيد نفسه عندما قام وأطلق الشهيد وسام العلياوي نداء للمتظاهرين اثناء محاصرة المقر قبل استهدافه بالقنابل وحرقه.
وهاجم المندسون سيارة الإسعاف التي تقل وسام العلياوي وشقيقه بعد إصابته بالهجوم.واظهرت المشاهد المغدور وسام العلياوي مستلقيا على ظهره في سيارة الاسعاف فيما كان شقيقه يحاول الوقوف بوجه المندسين.وقتل المندسون العلياوي وشقيقه بدم بارد ونكلوا بجثمانه.وكان اخوه وسام باب إلى الشهيد وسام اذا اردتم ان تغتالون اخي فانا درع له واستشهد مع اخيه هذا هو الجود والكرم والجود بالنفس اسمى غاية الجودي ولا ننسى قادة النصر الشهداء الابرار اخوة في الدين والمذهب ولا ننسى قوة الشر والتكبر والصهيونية والوهابية يحاولون محاربة المذهب الشيعي، وكيفة تدميره ويحاولون بكل الوسائل والطرق كي يدخلون من الباب الحصين كي يدمروا ولكن الباب الممثل بمحور المقاومة والحشد المقدس والمراجع العظام سننتصر وترفع راية الامام الحجة عجل الله فرجه فوق عالية معززة بنصر من الله وفتح قريب والله ولي التوفيق.