مهما أوتي الانسان من منزلة وثروة وعز وجاه وحسب ونسب فهو يعاني الكثير في حياته بل هي معاناة لا تتوقف حتى الرمق الأخير : فان اصابته علة فهو يكابد الاوجاع والآلام ويتمنى لو تعود اليه عافيته ليفتدي بها ماله اجمع ومعها منزلته وحسبه ونسبه ..هكذا هو الامر انها المعاناة اوقات الشدة والعسر ؛ وأن أصاب الموت أحد من ذويه اغتم وحزن حزنا شديدا حتى باتت حياته لا تساوي جناح بعوضة ..انها المعاناة مرة أخرى في اصعب مواقفها ..فها انت لك ابن عزيز تحبه أكثر مما تحب نفسك ..كيف تكون ردة فعلك حين تفقده ! أما حين ترحل عنك رفيقة دربك امراتك التي جمعتكما العشرة والود والرحمة سنين طويلة ماذا انت فاعل بعد رحيلها ! ستشكو الوحدة والضياع والقهر وستكابد الأمرين وأنت تفقد أعز جزء منك …انها معاناة ليس من اليسر تجاوزها بل هي واقع مر مؤلم . ولا يخفى على أحد منا أننا منذ أن نولد الى ساعة الرحيل نكون في صراع مع هذه الدنيا التي تحتوينا نبحث عن لقمة العيش فنكابد ما نكابد الساعات الطويلة لكي نكون في مامن من غأئلة الجوع ثم نبحث عن باب يكفل لنا الغد المنتظر بعد أن نجتاز المشوار الدراسي بتعبه وكده وارقه لنحصل على مقعد رزق آمن من التقلبات .. اما إذا انحرف أحد ابنائنا عن الطريق السوي فهي الضربة التي تقصم ظهورنا…وهكذا في كل شؤون الحياة مسيرة لا تتوقف تكتنفها مصاعب وحواجز وازمات ومعضلات . لقد حسمها رب العزة بقوله ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) …ومن أصدق من الله قيلا .