نخطئ‭ ‬كثيرا‭ ‬عندما‭ ‬نستخدم‭ ‬ادواتنا‭ ‬العصرية‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬تاريخنا‭ ‬القديم‭ ‬الموغل‭ ‬لقرون‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬فالخبر‭ ‬اليوم‭ ‬ينقل‭ ‬الينا‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬أقصى‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬اقصاها‭ ‬بثانية‭ ‬واحدة‭ ‬وحتى‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬تخضع‭ ‬لعين‭ ‬الكاميرة‭ ‬الناقلة‭ ‬وتستطيع‭ ‬العين‭ ‬الناقلة‭ ‬أن‭ ‬تضخم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬وتجعلهم‭ ‬حشدا‭ ‬هائلا‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقزم‭ ‬جحفلا‭ ‬مهيبا‭ ‬وتجعله‭ ‬يظهر‭ ‬بضعة‭ ‬أفراد‭ ‬فكيف‭ ‬بمجتمعات‭ ‬صغيرة‭ ‬لاتقارن‭ ‬بحواضرنا‭ ‬الحالية‭ ‬أن‭ ‬تنقل‭ ‬حدثا‭ ‬فيه‭ ‬مصداقية‭ ‬موثوقة‭ ‬وعين‭ ‬وأذن‭ ‬الناقل‭ ‬لاتستطيع‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬قطرها‭ ‬لايتجاوز‭ ‬ال50متر‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الظروف‭ ‬إذا‭ ‬سلمنا‭ ‬تسليما‭ ‬يقينيا‭ ‬بعدالة‭ ‬الفرد‭ ‬الحاضر‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬مع‭ ‬خلو‭ ‬نوازعه‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬الحب‭ ‬والبغض‭ ‬والحقد‭ ‬والحسد‭ ‬والمكابرة‭ ‬وتغليب‭ ‬فئة‭ ‬العصبية‭ ‬القبلية‭ ‬والفئوية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ضاربة‭ ‬اطنابها‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬لتوها‭ ‬من‭ ‬الجاهلية‭ ‬العصبية،‭ ‬كيف‭ ‬يثق‭ ‬الباحث‭ ‬العلمي‭ ‬المنصف‭ ‬بتلك‭ ‬الأدوات‭ ‬الموغلة‭ ‬بالقدم‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬حدثنا‭ ‬التاريخ‭ ‬نفسه‭ ‬وبتلك‭ ‬الأدوات‭ ‬النقلية‭ ‬سماعا‭ ‬وشفاها‭ ‬أن‭ ‬القوم‭ ‬قد‭ ‬جردوا‭ ‬سيوفهم‭ ‬وغرزوا‭ ‬رماحهم‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬طاحنة‭ ‬سالت‭ ‬بها‭ ‬دماء‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬اصحابهم‭ ‬الخلص‭ ‬فتراهم‭ ‬يقتلون‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬بوحشية‭ ‬بالغة‭ ‬ثم‭ ‬يأتون‭ ‬ليحدثونا‭ ‬بكل‭ ‬نزاهة‭ ‬وصدقية‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬وبتجرد‭ ‬عالي‭ ‬عن‭ ‬الشخصنة‭ ‬والفئوية‭ ‬والعصبية‭ ‬ولم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬قالت‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬ضالة‭ ‬بل‭ ‬الكل‭ ‬يدعون‭ ‬انهم‭ ‬الفرقة‭ ‬الناجية‭ ‬ثم‭ ‬نأتي‭ ‬نحن‭ ‬لنأخذ‭ ‬مقولات‭ ‬هؤلاء‭ ‬كمسلمات‭ ‬بديهية‭ ‬ويقينة،‭ ‬إن‭ ‬الذي‭ ‬يتعدى‭ ‬على‭ ‬أعظم‭ ‬حرمات‭ ‬الله‭ ‬وهي‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬أسهل‭ ‬مايكون‭ ‬بعدها‭ ‬الكذب‭ ‬والافتراء‭ ‬والسرد‭ ‬على‭ ‬سجية‭ ‬الهوى‭ ‬والظن‭ ‬وتدعيم‭ ‬مقولاته‭ ‬بأحاديث‭ ‬سمعها‭ ‬جده‭ ‬على‭ ‬ضوئها‭ ‬قتل‭ ‬المئات‭ ‬وبالنهاية‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الجنة‭ ‬لأن‭ ‬حسب‭ ‬زعمهم‭ ‬اجتهد‭ ‬فأخطأ‭ ‬فله‭ ‬أجر‭ ‬المجتهد‭ ‬وأن‭ ‬كان‭ ‬مصيبا‭ ‬فله‭ ‬اجران‭ ‬والانكى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬إن‭ ‬الظالم‭ ‬والمظلوم‭ ‬والقاتل‭ ‬والمقتول‭ ‬كلاهما‭ ‬في‭ ‬الجنة‭ ‬والسؤال‭ ‬الملح‭ ‬هنا‭ ‬أين‭ ‬عدالة‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬إنكم‭ ‬بمقولاتكم‭ ‬هذه‭ ‬تهدمون‭ ‬ركنا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الإيمان‭ ‬والهداية‭ ‬وتعطون‭ ‬الرخصة‭ ‬للسفاحين‭ ‬بالقتل‭ ‬على‭ ‬الظنة‭ ‬مستندين‭ ‬على‭ ‬إذا‭ ‬اخطأ‭ ‬فله‭ ‬أجر‭ ‬واحد،‭ ‬انى‭ ‬لكم‭ ‬كيف‭ ‬تحكمون،‭ ‬بناءا‭ ‬على‭ ‬ماتقدم‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬جازمين‭ ‬إننا‭ ‬نحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكاملة‭ ‬لآلاف‭ ‬الضحيا‭ ‬الذين‭ ‬ازهقت‭ ‬ارواحهم‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬تلك‭ ‬الأدوات‭ ‬والاستقراءات‭ ‬الضالة‭ ‬المضلة‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬ثورية‭ ‬في‭ ‬التنوير‭ ‬والاعتراف‭ ‬بخطأ‭ ‬تلك‭ ‬المناهج‭ ‬ومارشح‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬تخرصات‭ ‬مثل‭ ‬دار‭ ‬الإيمان‭ ‬ودار‭ ‬الكفر‭ ‬والتكفير‭ ‬والهجرة‭ ‬ورخص‭ ‬استباحة‭ ‬الدم‭ ‬والمال‭ ‬والعرض‭…..‬الخ

وَمَا‭ ‬لَهُم‭ ‬بِهِ‭ ‬مِنْ‭ ‬عِلْمٍ‭ ‬ۖ‭ ‬إِن‭ ‬يَتَّبِعُونَ‭ ‬إِلَّا‭ ‬الظَّنَّ‭ ‬ۖ‭ ‬وَإِنَّ‭ ‬الظَّنَّ‭ ‬لَا‭ ‬يُغْنِي‭ ‬مِنَ‭ ‬الْحَقِّ‭ ‬شَيْئًا‭ .‬

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *