• لا اعتقد ان كتابا قد ظُلِمَ كما ظلم كتاب “يوميات فندق فندق ابن الهيثم” !!
.. مثلما لا اعتقد ان يوميات، مثل يومياته، حازت من الشهرة والمتابعة، ما جعلها موضع حسد وفخر .. بحيث رغم غيابها عن وسائل النشر، والتداول الجرائدي او المجلّاتي لما يزيد على 30 عاما، وما زلت أُسأل عنها الى الآن كلما دخلت شارع المتنبي، ومن قرّاء تناهت اليهم اخبارها، او استطاعوا الحصول على نسخة من طبعة “دائرة الشؤون الثقافية” التي وزّعت منها أعداد محدودة (نهايات عام 2002، أيّام كانت بغداد تتهيّأ للجيوش المحتشدة لغزوها، وغالبية دوائر الدولة نقلت موجوداتها الى اماكن أخرى، أو أودعتها المخازن، ومنها اليوميات) .. اليوميات التي امتدّت إقامتها الجبرية في المخازن الى الآن، وجريرتها : إنّها : تمجّد بطولة الجندي العراقي، حين يستنهض أجداده من داخله في القتال دفاعا عن شرف، وتاريخ، وارومة مع الأشجار، والأحجار، ومع عظام الإسلاف في المقابر..
ولذلك أول ما فعله المحتلون حين غزو بغداد أنهم ” فلّشوا” كلّ ما يمت الى الجندية العراقية بصلة، فسرّحوا الجيش، والشرطة، وقوات الأمن، لتعويض “عقدة نقص” وإرضاء حقد قديم !!
• هذه اليوميات التي رشّحت للحرق أكثر من مرّة، لكنّ الأصوات التي ارتفعت دفاعا عنها، وبسببها أحيلت الى ” الإقامة الجبرية في المخازن” وما زالت !!
• لكن، إنتماء احد شهودها اليها، غيّر المعادلة، فها هي قادمة بـ”طبعة ثانية” لمن يسألوني عنها، لمن يتوقون للحصول على نسخة منها ..
.. وخلال الأيام القادمة …
…..
…..
في منشور هذا الإعلان عن الصدور، سأنشر شهادة القاص، والروائي، وصاحب اللغة السلسة الفذّة ” عبد الستار ناصر” الذي لم يكن يعجبه العجب في الكتابات النثرية ..

على ان أواصل الشهادات الرائعة والكبيرة، التي كتبت عن اليوميات .. والتي تشكّل “أوسمة”، و”نياشين” ربما لم يحصل على مثلها كاتب يوميات مثلي .. أو مثلها،
وفي منشوراتي التي تلي .. هناك الكثير ما يستوجب الحديث عن إشكالياتها ..
……
……

نهر طافح بالجمال والقسوة والجنون
…………………………………… عبد الستار ناصر
.
جواد الحطاب ؛ يكتب روايته الاولى ؛ يلعب مع الحاضر والمستقبل ؛ باسلوب يسرح مع الشعر ؛ ويمرح مع الفن بامتياز ( خمس نجوم ) .
هذا الفتى ” العاشق المهجور ” واحد من افضل مجانين الكتابة ؛ واعترف بعد هذه المتعة والدهشة والكهرباء التي مسنّي تيارها ؛ ان يومياته في ” فندق ابن الهيثم ” غابة من نار ؛ وبحر من شجر الموز ؛ ما ان نحترق بلهيب المعارك ؛ حتى ياخذنا الى امواج الحب ..

ماهر – والله – هذا الولد المخبول بالحياة ؛ وقد اعطاني عبر ” دفتر الحرب ” هذا ؛ الجواب على ثلاثة اسرار خطيرة ؛ اول سرّ منها : ان الرجال صناديق مغلقة ؛ وان ابن الحطاب ؛ لايمكن ان يكون كذلك .
ومثله ضحكت على صندوق اسراري المفتوح منذ طفولتي ..
والسر الثاني : يوم صار الحطاب في السبعين من العمر ؛ وراح يصغي الى ذكريات الحرب التي عاشها ؛ مقاتلا واديبا وعاشقا ؛ كم هي لذيذة ؛ هذه القفزة الى المستقبل ؛ ان فيها الطمأنينة ورائحة الشيكولاتة وطعمها في وقت واحد ..
اما السر الثالث – وهو اخطر اسرار الحطاب – فقد اثبت ان ا لكتابة في زمن الحرب ؛ تاتي كما يشاء المبدع ؛ وان عبقرية الكتابة لا تنتظر الزمان والمكان اللذين ” سوف ” يناسبانها ؛ الابداع يمشي مع المبدع ؛ والخلق الفني مع الخالق .

انا احسد جواد الحطاب على يومياته في فندق ابن الهيثم ؛ فقد جاء بنصف نساء الارض ؛ حتى ينمن في فندق ممنوع على النساء ؛ وجعل من هذا المكان : خندقا وذاكرة ومنزلا ؛ وفوق هذا كله ؛ بل ؛ قبل هذا كله ؛ تمكن – وتلك معجزته الصغيرة – ان يجعل من هذا المكان المغمور والمهمل في زاوية من زوايا مدينة البصرة : عنوانا ورمزا ؛ ومزارا ؛ سيحكي عنه ؛ ويمضي اليه آلاف القراء .

جواد الحطاب ؛ كان مبدعا ؛ وانني اسال نفسي الان :-
ماذا سيفعل هذا ” الوكيح ” اذا قرر فعلا ان يدخل سراديب الرواية ؟

لنقرأ : يوميات فندق ابن الهيثم ؛ حتى نعرف الجواب .. من يدري ؟
ربما كان ابن الحطاب قد خدعني وحدي ؛ وانا اقرأ هذا النهر الطافح بالجمال والقسوة والصبر والجنون

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *