يحدثنا علم النفس الإيجابي عن وجود ما يسمى بالطاقات المتباينة عند البشر ، وهي ناجمة عن الوراثة بنسب معينة وتأثير العائلة والبيئة المحيطة بنسب أعلى وكذلك التجارب الشخصية . إذ أن هناك أفراد يعدون من اصحاب الطاقات الخاملة او طاقة معتدلة وأكثرهم يفضلون الانزواء او الصمت او تحاشي الاختلاط او القبول بما هو راهن او إعلان تحفظهم من المشاركات او تعدد الصداقات والملتقيات ، في حين ينقسم أصحاب الطاقات العالية إلى أنواع منهم : أصحاب الطاقات الفاعلة الواعية ، ومنهم أصحاب الطاقات غير الواعية ومنهم من يمتلك طاقة متمردة ، وأخرى منفلتة وهم لا شك من أصحاب المواهب او ممن يتميزون بقدرات الخلق الجمالي وقد يمتلكون ايضا سرعة البديهة او البلاغة اللغوية او التحلي بقدرات المجاملة المجتمعية التي تفوق المعتاد احياننا .!!
. الخطورة تكمن في عدم سيطرة أصحاب الطاقات غير الواعية او المنلفتة او المتمردة على طموحه او أفعالهم وسرعة قرارتهم وعاطفيتهم الانفعالية وعدم تقديرهم العواقب، في حين يدرك صاحب الطاقة الواعية قدرته في خلق النجاح او رسم حدود علاقاته وكسب ود الاخريين بالاستماع المتزن وإدارة دفة النقاش المثمر، وهذا ما يعجز عنه أصحاب الطاقات المتوترة الذين يسهبون في طرح أفكارهم دون الاستماع المتأني أو دون إمكانية الاستماع اصلا ، فهم غالبا ما يكونوا متحفزيين لإنهاء حديث الاخريين او الانشغال عنه بأفعال غير إرادية.
يكثر هذا النوع من الطاقات عند محبي الانتشار ، من الإعلامين والفنانين والشعراء والمتدينين، لكن هذا لا يمنع من وجود نسب عالية بين باقي طوائف المجتمع ايضا .
ولعل أولى نصائح الإصلاح النفسي لهكذا نوع من الناس هو إدراكهم أسرار وخفايا نفوسهم ، ومعرفة قدراتهم وترجمة طاقاتهم بفعل أخلاقي وإنساني ومعرفي عبر التمرين على تفهم الآخر والسعي لمخالطة الاسوياء ممن يملكون طاقات إيجابية واعية ، إذ أن المعاشرة والصحبة السلبية الانفعالية مع نفس التوجهات في السلوك ،ينتج عنها قرارات متعجلة وسلوكيات هجينة.
وللحديث بقية !!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *