في هذه الصورة اقف بين اثنين من الصحفيين القدامى الذين عملت معهما هما محمد حامد وحافظ القباني.
كان ذلك في بداية عملي الصحفي عام 1956 (قبل 66 عاما) واشهد انهما كانا نعم الزميلين لم يبخلا في التوجيه وانا ادخل هذا العالم الواسع الخطيرعالم الصحافة.
كلاهما كانا في جريدة الشعب لصاحبها يحي قاسم. كان محمد حامد مدير التحرير تقدم له كل المواد قبل ان تدفع للمطبعة اما خافظ القباني فقد انيطت به سكرتارية تحرير مجلة الاسبوع اضافة الى انه كان يحرر باب رسائل القراء وهو من انجح ابواب الجريدة ويرد على الرسائل بحرفي (حق) اختصارا لاسمه.
اذكر ان مكتب محمد حامد ابو ايمان تتكدس فيه الاوراق من الاخبار والتحقيقات وغيرها وفي بعض الاحيان يضيع خبر ونظل نبحث عنه وعادة ياتي عمال المطبعة ياخذون ما يجدونه في حاوية امام ابو ايمان يضع فيها الاخبار المعدة للنشر. وقد حدث ذات يوم ان الجريدة نشرت خبر حل مجلس النواب فانقلبت الدنيا لان الخبر غير صحيح وان المجلس كان جديدا لم تمر عليه سوى فترة قصيرة. ولدى التقصي والبحث اتضح ان خبرا قديما مضى عليه اكثر من سنة سقط على الارض فرفعه الفراش ووضعه مع الاخبار المعدة للنشر.
ومع ان محمد حامد من الصحفيين الاكفاء المعروفين في خمسينيات القرن الماضي الا اننا فوجئنا به ينتمي الى قسم الصحافة في جامعة بغداد عام 1964 للدراسة مع طلاب بعمر احفاده رغبة منه بدراسة الصحافة اكاديميا.
اما حافظ القباني فانه اشتهر مذيعا بعد ثورة 14 تموز1958 وفي تلك الفترة حدث انقسام حاد في المجتمع بين القوميين واليساريين كما هو معلوم ومن اطرف ما حدث ان حافظ القباني اصبح نجم الاذاعة ممثلا لليساريين وسمعت باذني متظاهرين يرددون هتاف (مذيعنا الأوحد حافظ القباني) على وزن (زعيمنا الاوحد عبد الكريم قاسم) وكان المذيع قاسم نعمان السعدي يمثل التيار القومي.
رحمهما الله

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *