جناب السيد مقتدى الصدر، ليس كل عراقي يؤمن بالخط الذي تتبناه، وكما لدى انصارك ملاحظات تعطى لهم من خلالك ضد الآخرين؛ فغيركم يمتلك اضعاف تلك الملاحظات والمؤاخذات ضد مشروعكم وخطاباتكم وضد توجهاتكم، فكما تحاول ان تُسمع صوتك للآخرين عليك بالاستماع الى اصوات كثيرة ومتنوعة المناهج لا تؤمن بك وبمشروعك، وهذه ليست مثلبة، فطبيعة العمل السياسي تقتضي وجود تعددية واختلاف، فكما يؤمن الذين تعتبرهم اعداءً لك بالاختلاف عليك ان تؤمن انت ايضا بهذا المنهج، نعم لكي نعيش بسلام علينا ان نشترك بالايمان بمنهج الاختلاف، وما عداه يصبح اساسا للحروب والدماء؛ غير الاختلاف يعني الاقتتال والغلبة، ولا نظنك تريدها. لا اريد الاطالة، وسوف اضع بعض الاسئلة التي تحتاج الى اجابة مقنعة منك شخصيا او من يمثلك، لتكون (قضيتك) عادلة وصادقة للوطن والدين كما تقول وبعيدة عن المزاج الشخصي ومحاولات الاقصاء والاستئثار. اولا/ تقول انّ (ثورتك) ضد الفساد والفاسدين، وهو مطلب يتمناه كل مواطن عراقي؛ غير ان الامنية هنا لا تتعلق بطرف دون اخر ولا تسكت عن فساد وتتحدث عن فساد آخر. فلماذا ثورتك موجهة ضد الشيعة تحديدا؟.. هل يعقل انّ السنة والكرد ما دخل بينهم سارق او فاسد؟!.. لا نستطيع القول انك تستهدف الفساد بكل مسمياته وانتماءاته، والدليل انك تحالفت مع فاسدي الاطراف الاخرى وكنت مستعدا للتحالف حتى مع اغلب الاطراف الشيعية.
ثانيا/ لماذا تجلس مع جميع القوى السياسية وتستثني منها القوى الشيعية، اليس هذا دليلا على ان الحراك الذي تقوده ليس ثورة وانما هو كسر ارادات سياسية ومحاولة فرض القوة، ثم الا يعني هذا الامر انّ خلافك مع القوى الشيعية هو محاولة منك للاستئثار بالواقع الشيعي وليس بهدف الاصلاح، فالمصلح يجب ان لا يفرق بين (الفاسدين) حتى ان بقي وحيدا.
ثالثا/ تتحدث عن حكومة (اغلبية وطنية) والحقيقة هي مجرد مصطلح واقعه حكومة محاصصة حزبية، بدليل انك تحالفت مع السنة والكرد وحاولت ان تقنع الاتحاد الوطني، بمعنى انك كنت مستعدا للتحالف مع عموم الشيعة وعموم السنة، فأين الاغلبية الوطنية من هذا الواقع؟!
رابعا/ دعوت جميع قوى الاطار للاشتراك بالحكومة ما عدا جهة واحدة، وهذا يفند حديثك عن حكومة الاغلبية الوطنية، فحكومة يشارك بها كل الكرد وجميع السنة واغلبية الشيعة هي حكومة محاصصة وكسر!
خامسا/ بما انك تحالفت مع جميع السنة والقسم الاكبر من الكرد، وهؤلاء يجلسون ويتفاهمون ويتحاورون مع من تعدهم اعداء (فاسدين) فكيف تصف تحالفكم السابق ب(الاصلاح) وكيف تتحالف مع من يستقبل ويحاور ويحالف فاسدين؟!
سادسا/ في معرض ردكم على الكتائب قلتم ما مضمونه: انكم ساكتون على هذه هذه الجهة لانها ملتزمة الحياد؛ وبعد ان اصدرت بيان يخالف توجهاتكم شرعتم بتوجيه اصناف التهم ضد الكتائب، وهذا يعني انكم يمكن ان تسكتوا وتحالفوا من يسكت عنكم مهما كان فعله سيئاً، وتعادون من ينقدكم مهما كان فعله حسنا؛ وهنا لا نجد حضورا للدين ولا الاصلاح ولا الوطن، فالبعد الشخصي هو المحرك لتوجهاتكم!
سابعا/ تطالبون بانتخابات مبكرة لتغير مخرجات الانتخابات المبكرة اصلا، فهل تعلم ان الانتخابات تستنزف الدولة ماليا في هذه الظروف الصعبة؟
ثامنا/ تقولون انّ الفساد مستشري في الدولة ومنها الجهاز التنفيذي، الا تعلم انكم تمثلون الجزء الاكبر من هذا الجهاز والمناصب التي تديرونها بشكلٍ مباشر معروفة ومنشورة؟.. وانت من يقول بسطوتكم على قرار اختيار وتشكيل الحكومة، فمن يحق له التظاهر على ضد الفساد، من يشكل جهاز الفساد بحسب رأيكم ام المواطن العادي؟!.. وفق تصريحاتكم فانتم من يجب التظاهر ضده، ووفق ذات التصريحات فكل تظاهراتكم سوى محاولة لإدامة وجودكم وحكومتكم.
هذا جزء بسيط من الاسئلة التي يتحدث بها المواطن العادي سرا وعلنا، والتاريخ القريب يشهد بما هو اخر واقسى، نتمنى الاجابة عنها بدقة ومعلومة، وان كانت اجابتكم مقنعة ومسندة بدليل فلكم كل الحق بالتظاهر والاعتصام، وان غاب الدليل فعليكم انهاء الفوضى المستخدمة لادامة زخم وجودكم في اجهزة الدولة!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *