يوجه (كاظمي) وفريقه المتكون من (مشرق عباس، هشام داوود، حسين علاوي) الدعوة لجلسة (حوار وطني) اليوم الأربعاء في قصر الزقورة ببغداد، وهي دعوة تثير الضحك وفق الحسابات السياسية، لان (كاظمي + فريقه المأزوم) لا يمتلكون حزباً سياسياً مؤثراً في العراق، ولا كتلة برلمانية ذات وجود انتخابي، ولا حتى ثقلاً سياسياً وازناً في الشارع، ويأتي ذلك في الوقت الذي انتهت فيه حقبتهم في السلطة التي مُنحت لهم، والتي أساؤا استخدامها حتى هذه اللحظة.

ومن هنا يبدو حجم صاحب الدعوة وفريقه المأزوم لا يتناسب مع حجوم قادة القوى السياسية والكتل البرلمانية، ما يجعل الحوار على الطاولة مثل (حوار الطرشان)، خصوصاً أن السيد البرازاني لن يلبي الدعوة، والسيد الصدر لن يلبيها أيضاً، والسيد أياد علاوي كذلك، مما يجعل من الصعوبة على السيد المالكي تلبية الدعوة مع الاخرين من زعماء الإطار التنسيقي.

ولا ننسى أن المستقلين أيضاً لن يقتنعوا بمثل هذا الحوار، ولا أطراف معارضة اخرى من داخل وخارج العراق، ولن تشارك النقابات والجمعيات ولا حتى شخصيات وطنية محترمة، بحكم أن الدعوة أصلاً صدرت في لحظة مزاجية غبية لم يتم فيها حتى حساب الاوقات المناسبة، حيث من غير المعقول الدعوة لمثل هكذا اجتماع قبل 24 ساعة من لحظة انعقاده، وقد دعت له حكومة تصريف أمور يومية فاسدة وفاشلة، سعت بكل ما تستطيع لإشعال فتيل الحروب الأهلية.

وهو ما يؤشر على أن (كاظمي + فريقه المأزوم) يريدون الضحك على (زعماء القوى السياسية) عبر هذه الدعوة التي ستنتهي بصور فوتوغرافية لا أكثر، سيتم نشرها على مواقع السوشيال ميديا لتحقيق (طشه) مؤقتة، وهي المهنة الوحيدة التي يجيدها (كاظمي + فريقه المأزوم).

وسبق لـ(كاظمي + فريقه المأزوم) أن عقدوا مؤتمراً للحوار الوطني العام الماضي في فندق بابل، تحديداً في 25-26/اب/ 2021 وفشل المؤتمر فشلاً ذريعاً بسبب عدم قدرتهم على إدارة مثل هكذا فعاليات سياسية كبيرة، لكون (كاظمي + فريقه المأزوم) لا يجيدون غير (التخابر + التخادم).

والذي يزيد أكثر من هشاشة (كاظمي + فريقه المأزوم) أن الدعوة للحوار الوطني تأتي في أعقاب فشل كارثي تمر به البلاد على جميع المستويات، على رأسها الملف الامني، تحديداً أمن المنطقة الخضراء التي صارت مرتعاً لمن هب ودب، ومسرحاً للخارجين على القانون ولمختلف انواع التهديدات، وهو ما يجعل أمن جلسة الحوار الوطني عرضة لمختلف أنواع المخاطر.

ووسط كل هذا المشهد المحطم بدأ وزراء الحكومة الأساسيين بالتملص استعداداً للهروب خارج البلاد بعد أن افتتح وزير المالية مارثون الاستقالات الذي سينضم له اخرين يوماً بعد اخر، والذي سينتهي ربما ببقاء (كاظمي + فريقه المأزوم) لوحدهم في الكابينة الوزارية التي هي أصلاً تصريف أمور يومية.

وعموماً .. المخاوف من موضوع الاقتتال (الشيعي – الشيعي) انتهت بعد أن قرر رجال (ك ح الله) النزول لحفظ أمن الشارع السياسي، وبذلك لم تعد توجد أزمة بعد أن بدأ مقتدى يتراجع عن سلوكه الخارج على القانون ويتمثل ذلك بإيقاف التصعيد، والموضوع الان بات يقتصر على التوافق (الكردي – الكردي) لترشيح رئيس الجمهورية.

ولهذا لا تبدو الدعوة لحوار وطني سوى دعوة للنصب والاحتيال يريد منها كاظمي كسب أيام قليلة اخرى في السلطة، لعله يجد مخرجاً بعد أن استهلكت جميع خططه واحترقت جميع أوراقه، لان الجميع بات يعلم أن الدعوة لحوار يقوده (كاظمي + فريقه المأزوم) لن يكون أداة مناسبة لحل أي أزمة، فقد انتهى الزمن الذي يكون فيه كاظمي وسيلة للحل، لكون مجرد أسمه بات طرفاً من الأزمة والتأزيم.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *