تعودنا في العراق منذ الزمن “الأغبر” أن لا نتحدث بصراحة لأن الحديث الصريح يُدخلنا في دهاليز مظلمة قد لا نخرج منها سالمين غانمين..
لذا يلجأ المتخمون بأحزانهم وأوجاعهم إلى أسلوب “المضمر” الذي قد يكون في بعض الأحيان نسقاً متعمداً وفي أحيان أخرى غير متعمد تفرضه الظروف المحيطة!
هذه حقيقة العراق الذي يتفشى فيه “إرهاب”:
المقدس
والمسدس
بشكل واضح لا لبس فيه.

الحمد لله ناكل ونشرب ونطلع نفتر ونرجع لبيوتنا وقد أرهقنا عناء “المتعة” التي نتصورها في مقهى بائس تفوح منه روائح “إنسداد” مجاري تصريف المياه الثقيلة النتنة وتتجمع عند مداخله أكوام النفايات التي ترتع فيها الحيوانات السائبة والقوارض!
الحمد لله ناكل ونشرب ونحن لا نشعر بطعم المرارة!
بل قد لا نستسيغ طعامنا وشرابنا إن كان بلا “مرورة”!
تصوروا؟
والحمد لله العراق بخير فبوابة عشتار مشرعة وجنائن بابل معلقة ومسلة حمورابي عامرة بقوانينها..
والحقوقي العتيد مصطفى الكاظمي يرأس مجلس الوزراء.

في بلد:
المقدس
والمسدس
أُنعِمَ علينا بالحرية الإباحية بقرار أُممي رحبت به قوانا الدينية والسياسية والثقافية والعشائرية ولم تستنكره إلا سيدة وسيدة كانت إحداهما تسكن شارع بشار في أيامه الخوالي وجاء القرار الأُممي ليقطع مصدر رزقها الوحيد!
السيدتان (ح س. ل م) شملهما الإجتثاث على الرغم من عدم إنتمائهما لحزب البعث لكن قاضي التحقيق عاقبهما وفق المادة “كل عراقي بعثي وإن لم ينتمِ!”
والقانون موجود في مسلة حمورابي..

قدمت هذه السيدة الجليلة تظلماً إلى محكمة العدل الدولية!
كتب التظلم “جميعة” الأعور وكلفته بحمل التظلم إلى بوابة المحكمة التي وصلها في عيد رأس السنة الصينية..
عاد “جميعة” بخفي حنين فقررت أم البنات “الفارعة” أن تبيع “الخس” في سوق الجمعة على مقربة من شارع بشار ولم ترغب بأن تضع اسمها في قوائم مستحقي الرعاية الإجتماعية فكم هي “وطنية” تلك السيدة الجليلة؟

“جميعة” الأعور كان سائساً للخيل “سياسياً” في مسطر العربات..
وذات مرة كسرت إحدى الخيول العربية والإسلامية الأصيلة ساقه وأصبح عاجزاً عن العمل .. وهو رجل مسن أعزب ليست لديه أسرة قذفته أمواج الخليج على سواحل البصرة .. “جميعة” السائس السياسي لم يرغب أن يصبح متسولاً فمزق أحشائه الجوع أستعملته السيدة “الجليلة” ليقف عند باب منزلها “الشناشيلي” القديم يرحب بالزبائن بكلمة “هلا” ويودعهم بكلمة “بالعافية” وبعد مرور فترة من الزمن ونتيجة الخبرة المتراكمة لدى “جميعة” قرر السيد حسقيل تعيينه أميناً للصندوق الأسود في طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *