اعظم الله اجركم بذكرى استشهاد الامام زين العابدين ( ع )
ان من الاساليب التي استخدمها الطغاة على مر الزمن الماضي و الحاضر ، و كانت من اوضح واضحات اهداف قوى الاستكبار و الاحتلال ، هو مؤامرة او اسلوب ( تجهيل المجتمع ) ، والهدف من ذلك بسطت السيرة و البقاء وتمرير الاكاذيب و التأويلات الكاذبة حتى في صميم الفكر الاسلامي …
والا بخلاف ذلك لا يستطيعوا السيطرة و البقاء ، والا اي جهلا عاشته الامة حتى نقرأ بالتاريخ انه عند استشهاد الامام علي ( ع ) بعد كل هذا العطاء و القرب من رسول الله ( ص ) والجهاد و العلم و المواقف ، عندما يصل خبر استشهاده للمجتمع انه كان في المسجد ممن يدعون الاسلامية يكون الاستفهام هل ان علي يصلي حتى يقتل بالمسجد ؟!
وكأننا نكتشف ان من اهم العلل الالهية من استشهاد الامام علي في المحراب في المسجد دفع هذه الشبهة و المظلومية عنه عليه السلام .
وكذلك هي نفس القضية في قضية الامام الحسين ( ع ) ، نكتشف كم الامة امة جاهلة و انطوت عليها مؤامرة التجهيل حتى اعتبرت يزيد شارب الخمر و اللاعب بالقردة و غير ذلك الكثير يكون اميرا للمؤمنين ، والامام الحسين ( ع ) سبط النبي الخاتم محمد ( ص ) خارجيا !!
والمشاهد كثيرة سواء منها ما كان في التاريخ الماضي و الحاضر .
بان الطغاة و ان المنتفعين من سلطة و الحكم و المحتلين ، يدعموا مؤامرة تجهيل و تضليل الامة من اجل ضمان البقاء .
محل الشاهد :
بدأ الإمام زين العابدين (ع) حركة إمامته، فعمل على أن يحيط بالمشكلة الموجودة في الواقع الإسلامي من كلّ جوانبها، وكانت المسألة المطروحة في السّاحة الإسلاميّة منذ بداية الحكم الأمويّ، هي إبعاد المسلمين عن الأسس الإسلاميّة الفكريّة الثقافيّة للعقيدة وللشّريعة وللمفاهيم العامّة للإسلام، وللمنهج في التفكير، والمنهج في السلوك، والمنهج في حركة المسؤوليّة.
كان الحكم الأموي يريد أن يبعد النّاس عن الجانب الثقافي، ولذلك، عندما ندرس عهد معاوية وعهد يزيد ومرحلة ما بعدهم، فإننا لا نجد أنّ هناك تخطيطاً ثقافياً للدولة، بحيث إنها تشجّع الحركة الثقافيّة الحضاريّة، لذلك استطاع الأمويّون بفعل هذا النوع من الحصار الثقافي، جعل عقول المسلمين فارغة، حتى إن الكثيرين منهم نسوا الثقافة التي كان يثقّفهم بها أمير المؤمنين عليّ (ع)، الذي كان يتألم لأنّه يملك العلم كلّه، لقوله: “علّمني رسول الله ألف باب من العلم، يفتح لي من كلّ باب ألف باب”، والذي قال رسول الله فيه: “أنا مدينة العلم وعليّ بابها”، وكان يقول هو نفسه: “سلوني قبل أن تفقدوني، فإنّي بطرق السّماء أعرف مني بطرق الأرض”. وينطلق إنسان تافه ليقول له: كم شعرة في رأسي؟ وكان يقول وهو يخرج إلى ظهر الكوفة ويتألم ويتأوّه: “إنّ ها هنا ـ ويشير إلى صدره ـ لعلماً جماً لو وجدت له حملة”.
أرجع فأقول: كانت الخطّة هي تجهيل المسلمين، لأنّ أمثال معاوية وأمثال يزيد لا يمكن أن يسيطروا على مجتمعٍ يملك وعي العلم وسعة المعرفة وعمق التّقوى وأصالة المسؤوليّة وامتدادها.
لذلك، بدأ الإمام زين العابدين (ع) حركته الفكرية العلمية كأوسع ما تكون الحركة، ما يبعد الفكرة الّتي تقول إنّ أسلوب زين العابدين (ع) كان أسلوب الدعاء فحسب.
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه