بقلم | الكاتب ناجح صالح

 

ما الشوق الا خلجات تساور النفس في ساعات من الزمن تريد بها أن تقترب لمن له صدى في حياتك ..ما الشوق الا عبرات تفيض بها ثنايا روحك لمن وقف الى صفك واغدق عليك مشاعره في وقت وجدت فيه نفسك وحيدا . فها انت يغمرك الشوق الى وطنك بعد أن فارقته سنوات ؛ ويا له من شوق تهتز له جوانحك واركانك كانك تهيم في دنيا غير دنياك ..لقد اضنتك الغربة فلم تعد ترى سوى أطلال عفا عليها الزمن . وها انت تشتاق الى ابيك بعد رحلة طويلة من الأحزان في الديار البعيدة لتذكر فضله وإحسانه وما أنعم به عليك .. وها انت تشتاق الى أمك بعد معاناة وضياع لتذكر منها ما تذكر من حنانها ولهفتها للقياك ؛ وكم اغدقت عليك من قبلات دافئة على وجنتيك ..انها هي ديمومة حياتك وسر وجودك ؛ فكيف بهذا الهجر تطمئن وتصفو نفسك ! الا أن الشوق اليها يتردد في ملامح وسيماء وجهك كلما هبت ريح الصبا على انفاسك .. وها انت يحتويك شوق آسر الى الحبيبة التي أثارت في قلبك معاني العشق والهيام ؛ فكم من ساعات غزل ناجيت بها من ملكت قلبك بطيفها وحضورها دون غبرها من النساء ..لله ما بال هذا القلب لا يتوقف خفقانه ! ..فكيف هانت عليك نفسك أن تفارقها هذا الفراق الطويل بعد أن غدت جزءا من كيانك ! وها انت في ساعة التجلي يهزك الف شوق للعودة اليها . مرة أخرى ما هذا الشوق الذي يفعل مفعوله في النفس ازاء الأحبة والخلان . وقد صدق الشاعر حينما قال : اشرح الشوق كله ام من الشوق اختصر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *