كفراشة تلهو برفرَفتِها في الهواء الطلِق
يرفرِف قلبهُ فى إتجاهك
كنحلة طنَّانة
كشروق غير مُكتمل
كنواحٍ مكتوم
يأخذهُ حُزنهُ لوهادٍ بعيدة
لمحطات لا ينمو فيها البُرتقال
ليال تأكل نجومها
فوانيس تهرُب من الضوء
عيون فارغه كحُفر مُذنبات طائشة
جسد إصفرَّ من ملح البكاء ..

بشواهد باهتة ، ببيوت الطين المُرهقة ، أزقة المدينة اللَّزجة ، المراحيض النافرة ، الفاكهة التي تناست نكهتها ، وجه جدهُ في زمنٍ غابر ، أُناس يمتهنون الموت ، طُرُقات نامت علي خيباتها ، إغفاءه جرفهُ فيها السيل ..

حزنهُ يزيل ضباب القلب .. يُنصعه
بالوفاء بنى بيتاً أعلى الهضبة ، بحزنه يهدمهُ
حفر قبراً للأمنيات
لشجرة المَنقة
لحديقة كانت فى العيون
الطفلة التي تلهو في الخارج
الأحاديث الشيّقة عن الأبناء المهاجرين
الملاءات البيضاء التي ترفرِف فوق القرية
العيد الذي لن يأتي
قهوة الصباح
الجارة التي تتحايل علي الفقر
النهر بجريانهِ تحت البيوت
نظراتك حين تمطر
ضحكاتك بين النوافذ
للنوافذ حين نلوِّح للمُغادرين
للمُغادرين بحكاياتهم التى لم تُحكى ..

..

.