اظن انه اقصر مؤتمر صحفي في تاريخ السياسة.ست دقائق فقط تحدث فيها زعيم التيار الصدري شارحا الوضع وداعيا انصاره الى الانسحاب من ساحة الاعتصامكما اعلن انه يرفض اية مظاهرات سلمية بعد ذلك.

كان الحدث ضخماوكان من الممكن ان يتطور الى صراع مسلح داخلي بسقط فيه ضحايا كثيرون.

اكتفى السيد الصدر بسؤالين اجاب عنهما باختصاروودع سائليه.لم تظهر صورة احد في القاعة.اعتاد السياسيون ان فجر احدهم ازمة فانه يبقى امام الكاميرات ويظل يتحدث رادا على اسئلة الصحفيين وكأنه في عرس.

لكن السيد الصدر يقوم بكسر هذا الروتين الاستعراضي.انه لا يفضل هذا النوع من الحديث الذي يعشقه السياسيون في الغالبويركضون اليه كما يركض طلبة الروضة الى وجبة فطورهم الصباحية.

ست دقائق بالضبط لا غير.اعترف فيها السيد الصدر انه سيمشي مطاطيء الرأس امام الشعب.فما حدث كان يوما صعبا جدالذا فهو لا يفضل الوقوف طويلا للاجابة عن الاسئلة.

هل اتحدث هنا عن انقلاب في ميزان الظهور الاعلامي الذي تربينا عليهوكرهناه بعد عام 2003. نعم انا اعني ذلك الوقت الذي يتحدث فيه هذا السياسي او ذاك دون ان ينفعلويغضب اذا تعرض الناس للاذىاو لعمل ارهابي.

الدقائق الصدرية كانت مخصصة لحقن الدم والخشية من خسائر اكبر.أما الرسالة الاهم التي اوصلتها لنا هذه الدقائق الست فهي:ان السياسة مرض اخلاقي قبل كل شيء.نعم هذه هي رسالة الصدر القصيرة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *