هناك في البيوت أكياس سوداء لرمي النفايات المنزلية والى جانبها أكياس شفافة لرمي الورق والبلاستيك الخفيف والمواد المصنوعة من بعض الاقمشة والعلب الكارتونية، وذلك من اجل تسهيل عملية الفصل، لإعادة الاستخدام عبر عمليات كيمياوية تنجري عليها فتعود بشكل مواد ورقية او بلاستيكية ذات استخدامات بسيطة لكنها يومية في المنازل. هذا الإطار العام الذي تتعامل من خلال بلديات المدن والتجمعات السكانية مع المنازل في الدول الاوربية. ويجري منح بعض الاكياس مجانا لأصحاب المنازل لتكريس ظاهرة الاعتناء بفرز النفايات بغرض تدوير الفائدة.
في السنوات الأخيرة اضافت البلديات، توزيع أكياس اصغر حجما بلون اخضر شبه شفيف، مصنوعة من مواد صالحة للتناول البشري حين توضع فيها الأطعمة الزائدة وقشور الخضروات والفواكه وحتى المحاصيل الغذائية التالفة والتي كان الناس يرمونها مع الفضلات الأخرى في أكياس القمامة العادية. وهذه الاكياس لها علبة بلاستيكية تتسع لخمسة أكياس مليئة ببقايا الطعام، ويتم جمعها كل أسبوع، ويبدو ان إعادة تدوير ذلك الطعام التالف والزائد يكون مع الاكياس غير السامة الموضوع فيها. هناك استخدامات كثيرة في تدوير بقايا الطعام، منها توفير أغذية للأسماك والحيوانات الداجنة او الاليفة التي تستهلك كميات كبيرة غير ملحوظة عادة.
هناك دول تحاسب على وزن النفايات، وأصحاب المنازل يدفعون مبالغ للبلديات في حال زاد الوزن المخصص لكل فرد في المنزل، وهذا يحدث منذ سنوات بعيدة في سويسرا مثلا. وفي دول أخرى منها اليابان وكوريا الجنوبية يتم محاسبة الشخص في المطعم اذا ترك قسما من طعامه المدفوع من دون ان يأكله، وبالرغم من ان الغرامة زهيدة لكنها درس
في عدم التبذير واحترام حق الاخرين في حصة الطعام التي قد لا تتوافر لديهم.
الجوع كافر ، لا ينبغي ان نكفر بالنعم المتاحة من خلال إساءة استخدامها ، من دون توعية او ادراك.
الغلاء في أوروبا ، بعد ازمة الطاقة، وزيادة التضخم ومحدودية الأجور، جعل الناس يحسبون عدد اللقم لقمةً لقمة عند شراء الطعام او تحضيره في المنزل ، ليس هناك مجال لهدر شيء مطلقا، فالجوع على أبواب ذوي الدخل المحدود، والاحصائية الدولية الأخيرة في ان هناك انسانا يموت من الجوع كل اربع ثوان تصف الواقع بدقة ، ليس في الصومال التي تواجه خطر المجاعة ، لكن في دول كثيرة في العالم الثالث ، وأخرى في اوربا اذا خرجت الأمور عن السيطرة من دون تدابير حقيقية في إعادة ضبط سلم الأجور مع تكاليف الحياة ، والاهم من ذلك خفض التضخم .
هناك مشكلات كبرى ستغير بنيوية شكل العالم، ودولة أحادية الاقتصاد مثل العراق ، ليس فيها زراعة تناسب ارضها وعدد سكانها وغارقة في أزمات سياسية تافهة ، ستعاني قبل سواها في أي وقت، من دون قرع جرس الإنذار.