بقلم | الكاتب ناجح صالح

 

 

في تلك الفترة الذهبية ونحن تلاميذ في المدرسة الابتدائية كنا نقرأ أي كتاب يقع في أيدينا قراءة متقنة ذلك أننا بدأنا البداية الجيدة في تعلم الحروف ونطقها وكتابتها ، وكان المعلم لا يبخل جهدا في هذا الصدد بعد أن أتاح له المنهج الدراسي تيسير الطريقة المثلى للتعلم ..انها مدرسة الأمس التي صنعت جيلا مدركا واعيا .

أما اليوم فيكاد التلميذ ينهي الدراسة الآبتدائية وتراه يتلكأ في قراءة أي كتاب وكأن على رأسه الطير ، واذا ما كتب سطرا أو سطرين تجده قد أخطأ أخطاء املائية ونحوية تثير التقزز والسخرية معا .

ترى ما هو السر في هذا التخلف الفكري لتلامذتنا ومعه اساءة بالغة للغتنا الجميلة !

الواقع أن ثمة أسباب متعددة في هذا التردي والتخلف ، أبرزها المنهج الدراسي الذي يفرض على التلاميذ في بدء المشوار الدراسي حفظ الصفحات على الصدور دون حفظ الحروف وكيفية نطقها وكتابتها ، وهي لعمري مكمن الداء اذ ما جدوى حفظ الصفحات دون معرفة مفرداتها ، ويقف المعلم حائرا مشدوها ليتساءل مع نفسه أي طريق يسلك لتحقيق الغاية المرجوة من التعليم وكيف يمكن الحفاظ على لغتنا من هذا التدهور الذي بات يهددها ويمحو جمالها في هذه الظلال القاتمة !

ورغم أن البعض منا يحاول ترميم ما يمكن ترميمه وهو يأخذ بيد ولده أو حفيده ليعيد له صياغة الدرس بطريقته المعهودة ثم ليعيد التوازن الى جوهر المسألة غير أن المدرسة تبقى هي صاحبة القرار في تغيير النهج الخاطئ الذي سارت عليه في العقود الأخيرة.

وفي آخر المطاف نقول رفقا بلغتنا الجميلة ، ان حفظناها كنا أوفياء بالعهد وان ظلمناها فقد أسأنا الى تاريخنا وتراثنا وحضارتنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *