بقلم | نصير جبرين

 

 

ماذا يريد البشر أن يحقق من خلال مروره بهذه الحياة

لماذا لا يحاول أن يجعل وجوده فيها وتاثيره بها أيجابي

الحب والوئام أحد أسهل المسالك المتوفرة له ليكون أيجابي

فهل سيسلكها؟

وكم هو عمر اﻷنسان بالقياس الى عمر هذا العالم والوجود ككل حتى يقضيه في الفرقة والكراهية والتنازع واﻷقتتال مع بني جنسه .

نحن حتى لو سألنا مخلوقات الله البسيطة : ايهما افضل لك ان تعيشي في كره وفرقة وتناحر ، ام في حب و وحدة و وئام ؟ ستجيب على الفور : بل في حب و وحدة و وئام …

ان الحب والوحدة والوئام هي بعض من مبادئ النمو الطبيعي للأفراد والمجتمعات ،والأسباب الرئيسة في التكاثر والتقدم والعمران والتحضر والتأنس .. في حين أن الكره والفرقة والتناحر هي الأسباب الرئيسة للإبادة والخراب والتوحش وهدر اﻷنسان وقيمه كافة..

أفلا تستحق هذه الحياة القصيرة ، التي اشبهها بومضة البرق ، ان يقضيها اﻷنسان في كل ماهو نافع وحق وخير وجميل .له وﻷبناء جنسه ؟ ولن تكون المفاتيح الى ذلك إﻻ بالحب والوحدة والوئام .

اني احسب ان الجنس البشري متاخر جدا عن اﻷنجاز الحضاري المفترض له في الاف السنين الماضية ، ﻻ سيما بالنسبة لشعوب مثل شعوبنا ..والسبب في ذلك هو اننا نكره اكثر مما نحب ، ونفترق اكثر مما نتوحد ونختلف اكثر مما نتفق ونهدم اكثر مما نبني … فخلفنا هذا الدمار الهائل للانسان والانسانية ، باسم مفردات مقدسة ما تعرضت لتشويه وتزييف في تاريخها بقدر ما تعرضت له على ايدينا .

والله اني اكره ان اقول ذلك ولكن الآلام تصفعني فتجبرني ان أقول إن المخلوقات البسيطة اذا تم تدريبها وتعليمها فانها تسلك طريقها بسلام ونجاح . ومن النادر ان نراها تخطا ثانية … لكن من سلك مسلك الكراهية منا لا يتعلم ابدا … وبسببه فان كثيرا من اﻷفكار الحية المبدعة في تاريخنا قد اندثرت ، وكثيرا من افكار الكراهية والفرقة والتناحر في التاريخ نفسه ، تتجدد يوميا وتفصيليا في الحياة التي ضيعناها على انفسنا وعلى اجيالنا الجديدة ..فهل من فرصة جديدة للأتعاض و التعويض ؟

يا ايها الكاره بني جنسك اخلو لنفسك وتأمل ماذا جنيت من كرهك هذا ؟ وتأمل ايضا : هل ان الموضوعات التي كان من اجلها الكره والفرقة والتناحر تستحق كل هذا الدمار …

ان كنت تريد ان تضيع عمرك وفرصك في ان تحيا انسانا سويا فهذا شأنك ، ولكن لماذا تضيع عمر اﻵخرين معك وفرصهم الثمينة في الحياة .ان اعمارهم وحياتهم ملك لهم ، هبة من خالقهم ، وﻻ يجوز التحكم بها إﻻ من قبل من وهبها لهم .العزيز القدير … ضاع عمرنا ونحن نواجه الكراهية من اناس بلا انسانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *