لا علاقة لبستان الـهواء بـهذا الوداع
ولا علاقة للتضاريس بـموتنا
نحن الذين تركنا رئـاتـنا قرب الـمحطة ..
لكي نـحـتـفل بعيد الرمل
قُبلتنا الأَخيرة كانت جديرةً بسفحٍ كهذا
والظلال المتعانقة بعيداً عن أَجسادها ..
جديرةٌ بالـمسافة ما بيننا
كان الـمساء مهجوراً كــ تلةٍ مبعدةٍ عن الطريق إِلى الـهواء
وكنت تذرفين الوقت بصمت مرآةٍ مقلوبةٍ على ظهرها في العراء
فلا ترى .. إِلا ما تخبئ لنا السماء في باطن الأَرض
وحيدان كنا ..
فلا شهود على رقصة الرمل
وحيدان كنا ..
كأُغنيةٍ ولـحنٍ تـخلى عنهما الناي فجأَةً ..
فلم يعودا قادرين على تحريك الهواء
هكذا اخـتـنقنا .. ولا شيء حولنا
سوى أَن السماء كانت تنجب الكثير من النجوم
وشيءٌ ما .. كان يبلل شفاهنا في طريقه إِلى الأَرض
كيف يمكن لدمعةٍ أَن تمارس وحدتـها .. بين صخرتين
أو أَن تظل واقفةً على شرفة العين ..
إِلى أَن تنفطر قلوب التلال .. تلةً بعد تلة
كيف لـها أَن تقاوم الشمس ..
فلا تتبخر حتى تغمض الأَرض عينيها
وتـهمس .. آه
آه أَيـتـها الأَرض
كم أَتعبتك جذور الشجر
كم أَوجعتك التلال
وكم قطرةٍ لجأَت إِليك
هاربةً من غيمةٍ قاسية
أَو لاجئةً من عينٍ كسيرة
الريح التي اختنقت بالوداع كانت شاهدةً وحيدةً ..
على الرمل الذي ابتلعنا
الرمل الذي عاندها فلم يتحول إلى غبارٍ ..
لكي يظل بالقرب
كدمعةٍ منسيةٍ على باب وكرها
كذاكرةٍ تستقيل احتجاجاً على تفاصيل الحكاية
أَرشف ما بقي من العمر رشفةً واحدة
أَستلُّ أَنفاسي
أُعيد هيكلة الوقت
أَترك فيك النهار .. وآوي إِلى ليلٍ مليءٍ بالأُحجيات
أَقول : وداعاً
أَخلع معطفي .. ثـم جلدي
أَلقاك عالقةً في قفصٍ حول صدري
أَقول : أُحبك
وأَترك ظلي على تربتك
تقولين : أُحبك
وتذهبين
ا= = = = = = = = = = = = =
محمد مثقال الخضور / الأردن